مصالحة فلسطينية تلوح في الأفق
تم نشره السبت 09 نيسان / أبريل 2011 02:38 صباحاً

أسامة الرنتيسي
منذ أن وجه رئيس حكومة حماس في قطاع غزة، اسماعيل هنية، دعوة إلى الرئيس الفلسطيني محمود عباس لزيارة غزة قبل نحو ثلاثة أسابيع، طلب الأول من الأجهزة الأمنية المختصة في غزة تزويده بتقرير حول هذه الزيارة. ورغم أن الأجهزة الأمنية في قطاع غزة رفعت تقريرا أمنيا سريا لهنية، تبلغه بأن حماية عباس إذا قدم إلى قطاع غزة غير مضمونة، وذلك بعدما أجرت دراسة معمقة للزيارة وأبعادها والوضع العام في غزة، إلا أن أجواء مصالحة فلسطينية تلوح في الأفق، شرط أن لا تتدخل أذرع أخرى لها مصلحة إقليمية في إدامة الانقسام الفلسطيني، وتعطل المصالحة.
العاصمة المصرية "القاهرة" تشهد هذه الأيام حراكاً غير مسبوق بين الفصائل الفلسطينية، وخاصة حركتي "فتح" و"حماس" والقيادة المصرية بهدف الوصول إلى اتفاق يساعد على إزالة العقبات التي تعيق إنجاز المصالحة الفلسطينية، بعدما كشف رجل الأعمال ورئيس وفد الشخصيات المستقلة منيب المصري عن زيارة سيقوم بها على رأس وفد من الضفة وغزة غدا الأحد إلى القاهرة لبحث ملف المصالحة الوطنية مع القيادة المصرية، تتزامن مع زيارة يقوم بها عباس الى القاهرة، في انتظار وصول رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل الذي سيصل إلى القاهرة منتصف الأسبوع الحالي، اضافة الى وفد من حركة الجهاد الاسلامي برئاسة الأمين العام للحركة رمضان عبدالله شلح.
أجواء هذه المصالحة تأتي بعد التصعيد الخطير الذي قامت به إسرائيل أمس وسقوط عشرات الشهداء في غزة، وردا على نية وزير الدفاع الإسرائيلي أيهود باراك المصادقة على خطط هيكلية لأربع مستوطنات في الضفة الفلسطينية، لم تحصل على التراخيص اللازمة للبناء، بعدما أقدم المستوطنون على البناء في هذه المستوطنات من دون أخذ "التراخيص" اللازمة، إلا أن باراك سيصادق على المخططات الهيكلية التي جرى إعدادها.
القيادة الإسرائيلية "انسعرت" في الأيام الأخيرة باتجاه طرح عطاءات استيطانية بالجملة في الضفة والقدس، حيث أقرت لجنة التنظيم والبناء المحلية في بلدية الاحتلال بالقدس خطة لإقامة 942 وحدة سكنية جديدة في حي "غيلو"، كانت طرحت على اللجنة في شهر كانون الثاني (يناير) الماضي الا أنها تأجلت لإدخال بعض التعديلات عليها، حيث ستقام وحدات سكنية بموجب هذه الخطة على المنحدرات الجنوبية في المنطقة الواقعة بين دير كريمزان ومستوطنة "هار غيلو".
انسعار اسرائيل الاستيطاني، شجع عصابات المستوطنين في القدس المحتلة على الدعوة إلى اقتحام الحرم القدسي الشريف في عيد الفصح العبري، الذي يحل في التاسع عشر من الشهر الحالي، لتقديم الأضاحي في باحات الحرم، في خطوة استفزازية جديدة غير مسبوقة.
إن من أبرز تداعيات ما يجري في العالم العربي، وفي مصر تحديدا، على الحالة الفلسطينية يتمثل بضرورة دمقرطة الحالة الفلسطينية ومن كافة الجوانب، فالانقسام هو نتاج منطقي لغياب الديمقراطية في الحالة الفلسطينية السياسية والمجتمعية، لأن غياب الديمقراطية كثقافة ومؤسسات وتقاليد؛ كان يدفع دوماً إلى الخروج السياسي عن التوافقات والبرامج الموحَّدة والموحِّدة للكتلة التاريخية الشعبية صاحبة المصلحة في مقاومة الاحتلال والاستيطان.
لكن الخوف، كل الخوف أن يستمر الانقسام، لأن قوى الانقسام على المستوى الفلسطيني، وتحالفات كل منها العربية والشرق أوسطية والدولية ماتزال على نفس الموقف، بل على العكس يعمل كل منها لزيادة حدّة الانقسام: إنهاء الانقسام يتطلب نزول ومشاركة مئات الآلاف من الشعب، والمدخل لذلك الدعوة إلى التحولات الديمقراطية الشاملة في المجتمع ومؤسسات السلطة ومنظمة التحرير، يرافقها انتخابات شاملة حتى في ظلّ الانقسام، للبلديات وللاتحادات المهنية.. الخ، وعلى قاعدة التمثيل النسبي الكامل، لأن في ظل هكذا عملية يمكن استنهاض الشارع ومشاركة مئات الآلاف من الشعب الفلسطيني لإنهاء الانقسام.(الغد)
العاصمة المصرية "القاهرة" تشهد هذه الأيام حراكاً غير مسبوق بين الفصائل الفلسطينية، وخاصة حركتي "فتح" و"حماس" والقيادة المصرية بهدف الوصول إلى اتفاق يساعد على إزالة العقبات التي تعيق إنجاز المصالحة الفلسطينية، بعدما كشف رجل الأعمال ورئيس وفد الشخصيات المستقلة منيب المصري عن زيارة سيقوم بها على رأس وفد من الضفة وغزة غدا الأحد إلى القاهرة لبحث ملف المصالحة الوطنية مع القيادة المصرية، تتزامن مع زيارة يقوم بها عباس الى القاهرة، في انتظار وصول رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل الذي سيصل إلى القاهرة منتصف الأسبوع الحالي، اضافة الى وفد من حركة الجهاد الاسلامي برئاسة الأمين العام للحركة رمضان عبدالله شلح.
أجواء هذه المصالحة تأتي بعد التصعيد الخطير الذي قامت به إسرائيل أمس وسقوط عشرات الشهداء في غزة، وردا على نية وزير الدفاع الإسرائيلي أيهود باراك المصادقة على خطط هيكلية لأربع مستوطنات في الضفة الفلسطينية، لم تحصل على التراخيص اللازمة للبناء، بعدما أقدم المستوطنون على البناء في هذه المستوطنات من دون أخذ "التراخيص" اللازمة، إلا أن باراك سيصادق على المخططات الهيكلية التي جرى إعدادها.
القيادة الإسرائيلية "انسعرت" في الأيام الأخيرة باتجاه طرح عطاءات استيطانية بالجملة في الضفة والقدس، حيث أقرت لجنة التنظيم والبناء المحلية في بلدية الاحتلال بالقدس خطة لإقامة 942 وحدة سكنية جديدة في حي "غيلو"، كانت طرحت على اللجنة في شهر كانون الثاني (يناير) الماضي الا أنها تأجلت لإدخال بعض التعديلات عليها، حيث ستقام وحدات سكنية بموجب هذه الخطة على المنحدرات الجنوبية في المنطقة الواقعة بين دير كريمزان ومستوطنة "هار غيلو".
انسعار اسرائيل الاستيطاني، شجع عصابات المستوطنين في القدس المحتلة على الدعوة إلى اقتحام الحرم القدسي الشريف في عيد الفصح العبري، الذي يحل في التاسع عشر من الشهر الحالي، لتقديم الأضاحي في باحات الحرم، في خطوة استفزازية جديدة غير مسبوقة.
إن من أبرز تداعيات ما يجري في العالم العربي، وفي مصر تحديدا، على الحالة الفلسطينية يتمثل بضرورة دمقرطة الحالة الفلسطينية ومن كافة الجوانب، فالانقسام هو نتاج منطقي لغياب الديمقراطية في الحالة الفلسطينية السياسية والمجتمعية، لأن غياب الديمقراطية كثقافة ومؤسسات وتقاليد؛ كان يدفع دوماً إلى الخروج السياسي عن التوافقات والبرامج الموحَّدة والموحِّدة للكتلة التاريخية الشعبية صاحبة المصلحة في مقاومة الاحتلال والاستيطان.
لكن الخوف، كل الخوف أن يستمر الانقسام، لأن قوى الانقسام على المستوى الفلسطيني، وتحالفات كل منها العربية والشرق أوسطية والدولية ماتزال على نفس الموقف، بل على العكس يعمل كل منها لزيادة حدّة الانقسام: إنهاء الانقسام يتطلب نزول ومشاركة مئات الآلاف من الشعب، والمدخل لذلك الدعوة إلى التحولات الديمقراطية الشاملة في المجتمع ومؤسسات السلطة ومنظمة التحرير، يرافقها انتخابات شاملة حتى في ظلّ الانقسام، للبلديات وللاتحادات المهنية.. الخ، وعلى قاعدة التمثيل النسبي الكامل، لأن في ظل هكذا عملية يمكن استنهاض الشارع ومشاركة مئات الآلاف من الشعب الفلسطيني لإنهاء الانقسام.(الغد)