الهابطون والصاعدون

تم نشره الأحد 10 نيسان / أبريل 2011 03:08 صباحاً
الهابطون والصاعدون
موفق محادين

في اللحظات التاريخية الفاصلة ثمة قوى تميل الى الهبوط ومغادرة المسرح والخروج من التاريخ, وثمة قوى صاعدة ترتقي المسرح والتاريخ درجة درجة وعتبة عتبة, وفيما تنحكم القوى الهابطة الى السيناريو المجرب (خطوة الى الامام وخطوتين الى الوراء) الى ان تلفظ انفاسها تنحكم القوى الصاعدة الى سيناريو آخر معاكس تماما (خطوة الى الوراء خطوتين الى الامام) وهكذا الى ان تستقر في المشهد.

وتختلف المدارس الفكرية في تشخيص هذه اللحظات الفاصلة, فالرأسمالية وخاصة توفلر اخترعت نظرية الأجيال, والماركسية تتحدث عن تناقض علاقات الانتاج مع قوى الانتاج, والقوى الدينية تتحدث عن دورة الايمان والكفر, وهناك من استخدم دورات التاريخ بقراءات شتى من أفلاطون الى فيكو وشنبغلر وتوينبي وابن خلدون .. الخ.

وفيما يخص الحالة العربية, فالقاسم المشترك بين كل القوى الهابطة هو عدم الشرعية التاريخية للدولة المعاصرة وهي دولة السوق القومي القائمة على قوانين حراك ونشأة وتطور داخلية بنسوية وليس على الدولة كاستحقاق إقليمي وناظم خارجي إداري - بوليسي فاسد لمجاميع عشائرية وطائفية ما قبل رأسمالية.

ولذلك فإن الحالة العربية برمتها - برسم الهبوط, »دار دار وزنقه زنقه« ومهما حاولت تأجيل ذلك فإن الموت يصيبها ولو كانت في بروج مشيدة وأين منها, على سبيل المثال, الامبراطوريات العالمية التي انهارت برمشة عين وآخرها الاتحاد السوفياتي بكل جيوشه وأجهزته الجبارة.

ولذلك ثانيا, فإن مظاهر البطش و(عراضات) القوة في الشوارع ليست علائم قوة بل علائم هبوط وانهيار قادم لا محالة.. ومن مفارقات هذه اللحظات انه بقدر ما تمتلك القوى الحاكمة من أجهزة واسعة فإن المظهر الاساسي لها هو استخدام الزعران والبلطجية.. وهو امر لا يتصل بالأساليب والأدوات وحسب, بل بالأخلاق, وبالأحرى بعدم الأخلاق بل ان احد منظري دولة الاستبداد الرأسمالية, توماس هوبز, يقدم صورة وحشية عن هذه الدولة (اللوياثان) اما الفيلسوف الألماني, كانط, متأثرا بأفلاطون فيلحظ ان انحطاط الدول يترافق مع غياب الأخلاق...

وبإسقاط هذا المشهد التراجيدي العالمي على مشهد الاستبداد العربي, الكوميدي, فإن الانحطاط الأخلاقي يأخذ في الازمات العربية للدولة البوليسية الفاسدة ما شهدناه ونشهده في الشوارع العربية من بلطجية وزعران يعرف القاصي والداني من يمثلون ومن يحركهم.(العرب اليوم )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات