موفق محادين

تم نشره الثلاثاء 12 نيسان / أبريل 2011 12:52 صباحاً
موفق محادين
من يعيق الاصلاح الحقيقي ؟


نعم الاصلاح لا يؤخذ بقرارات ادارية سريعة بل يحتاج الى ضغوط سلمية متواصلة بالنظر الى تشابك وتقاطع مصالح قوى عديدة, داخلية وخارجية, سياسية واقتصادية وثقافية وبنيوية تخاف الاصلاح وتعمل على اعاقته بل ومنعه وتقنيع ذلك بالازاحة نحو عدو خارجي في كل مرة وتجييش الموتورين والاقليميين ودمج الفقراء في خطاب المجاميع الفاسدة المذعورة من الاصلاح.

وتتراوح القوى المذعورة المذكورة بين القوى المحلية والخارجية التالية:-

1- خارجيا, ثمة قوتان اقليميتان تحاربان الاصلاح وتحاولان ترجمة ذلك بطرق وادوات مختلفة, فالعدو الصهيوني يخشى ان يؤدي الاصلاح اى انتخاب مجلس نيابي لا يؤيد معاهدة وادي عربة, وبعض القوى الاقليمية العربية النافذة التي تدير بلادها باساليب القرون الوسطى تخشى الاصلاح ومستعدة لدفع مبالغ طائلة لمنع ذلك ناهيك عن سيطرتها على فضائيات وصحف واسعة الانتشار عربيا..

ومن المعيقات الدولية للاصلاح التأويلات الامريكية له التي تريد (اصلاحا) يخدم تفكيك الدولة الاردنية ودمجها في المجال الحيوي (الاسرائيلي) لتمرير الترانسفير الناعم, والتصفية النهائية للقضية الفلسطينية.

2- داخليا, بالاضافة لمراكز الفساد ومصادرة الحريات والتغول على الناس والسلطات الثلاث, فلا ما يعرف بالحرس القديم ولا ما يعرف بالحرس الجديد صاحب مصلحة بأي اصلاح, الاول للمغانم البيروقراطية والعمولات المختلفة والثاني لانه لا يعكس برجوازية مدنية ودورة رأسمال انتاجي بل مافيات وغسيل عملة وسمسرات من كل نوع.. وفيما يتذرع الاول بالخوف على الاردن من مخاطر التوطين يتذرع الثاني بالخوف على (استقرار السوق) وذلك علما بان الاول هو الذي مرر معاهدة وادي عربة التي تدعو الى التوطين (المادة 8) وكل قرارات تفكيك الدولة, فيما قام الحرس الجديد بتعميق التبعية واقتصاد السمسرة وتحطيم الطبقة الوسطى, وصمام امان الاستقرار الاجتماعي والسياسي.

وبالمجمل فان البنية الوظيفية التابعة التي كرسها الحرسان, القديم والجديد هي اكبر معيق للاصلاح.. ولذلك فعلى المهتمين بالاصلاح سواء من القوى الشعبية المختلفة او من الواهمين بلجان الحوار وتدوير الزوايا تزجية الوقت ان لا يقاربوا الاصلاح بوصفه مجموعة من القوانين المجردة بل سياقات اجتماعية وسياسية واقتصادية شديدة التشابك مع المعطيات الاقليمية من حولنا, سواء العدو الصهيوني او قوى القرون الوسطى وقاروناتها المالية.(العرب اليوم)

 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات