عندما تركنا الجسر

تم نشره الأربعاء 13 نيسان / أبريل 2011 01:39 صباحاً
عندما تركنا الجسر
موفق محادين


ما من مفردات اخذت حيزا ملموسا في حقل الادب والفكر مثل المفردات التي تحوم على مفترق الطرق وظلال الاشياء, ومنها الجسر.

بالنسبة لي كتبت اول قصة قصيرة تحت هذا العنوان ونشرتها في مجلة كلية الاقتصاد والتجارة عندما كنت طالبا في تلك الكلية عام 1973 ، وقرأت اول رواية للروائي العربي الراحل, عبدالرحمن منيف, وكانت تحت عنوان (عندما تركنا الجسر) وكلما وجدت رواية فيها شيء من هذا الاسم اشتريتها من دون تردد مثل (جسر على نهر اكواي) و( على جسر ادرينا).

واجد نفسي بين الحين والحين في عوالم فيروز (على جسر اللوزية) وناظم الغزالي ( على جسر المسيب).

ويأخذني الحماس احيانا (على الجسرين) او الحزن ( يا جسر الاحزان انا سميتك جسر العودة).

وعندما سجلت للدكتوراه في القاهرة طلبت مني الكلية (تجسير) بعض المواد بين ما درسته في كلية الاقتصاد وبين فلسفة العلوم السياسية, وصارت مفردة التجسير حاضرة عندي في العلاقات الاجتماعية والسياسية, وآخر امري في ذلك المشاركة مع شباب 24 اذار تحت جسر الداخلية (ميدان جمال عبدالناصر).

فالتجسير كان حاضرا بين جيلين يقاتلان من اجل الاصلاح الدستوري والسياسي, وبين عهدين على الصعيد العربي برمته ما قبل الثورة الشعبية وما بعدها.

هذا عني وعن الجسر كمفردة كامنة في البال والذاكرة منذ اول جسر عبرته في طفولتي وهو جسر الكرك نحو الزرقاء, الى الجسر الذي عبرني في 25 آذار حاملا معه جيلا جديدا من الاردنيين الى مستقبل واعد لا مكان فيه للفساد ومصادرة الحريات والعبيد وما اهل به لغير الله من القطعان والحجارة.

اما مفهوم الجسر نفسه فهو مفهوم مركب في اتجاهين, الموت والحياة, الماضي والمستقبل, الركود والمغامرات, وكان الاغريق القدامى قبل ماركس قد لخصوا ذلك في ديالكتيك الافكار وما تنطوي عليه من تجاذبات في واقع الاشياء. ومثلهم فيلسوف التجسير الاجتماعي المعاصر, هابرماس, فهذا التجسير هو الرد المنشود على البعثرة الرأسمالية للانسان المشظى والمكبوت والمقهور بين قدره وارادته: قدره الفرويدي المهزومة وارادته عبر التواصل الجماعي والتجسير مع الحياة والمستقبل مقابل مقهورين ومكبوتين اختار بعضهم النكوص والموت البطيء بعيدا عن جسر تلك الجمعة, فيما اختار مقهورون اخرون الازاحة النفسية نحو عدوان خارجي ولم يدركوا انهم وهم يقذفون المعتصمين بالحجارة كانوا يرجمون انفسهم ويعودون الى الجهة الاخرى من الجسر, والى الماضي والهواء الذي يوشك على الوجوم.(العرب اليوم)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات