وثائق: العراق ضحية مؤامرة النفط

تم نشره الثلاثاء 19 نيسان / أبريل 2011 11:57 مساءً
وثائق: العراق ضحية مؤامرة النفط

المدينة نيوز- أظهرت وثائق حكومية بريطانية أن الوزراء بحثوا خطط استغلال احتياطيات النفط العراقية مع كبريات شركات النفط العالمية قبل عام واحد من مشاركة لندن في غزو بغداد.
 
وقالت صحيفة إندبندنت إن الوثائق التي نشرت لأول مرة أثارت علامات استفهام حول تورط بريطانيا في الحرب، والذي أدى إلى انقسام في حكومة توني بلير آنذاك.
 
ولم يتم تأييد قرار الحرب إلا بعد أن ادعى بلير أن لدى الرئيس السابق صدام حسين أسلحة دمار شامل.
 
وأشارت الصحيفة إلى أن محاضر اللقاءات بين الوزراء وكبار مسؤولي شركات النفط تتناقض مع ما أعلنته شركات النفط والحكومات الغربية عن عدم وجود مصالح خاصة لها بالعراق في ذلك الوقت.
 
وقالت إندبندنت إنه لم يتم تقديم الوثائق كإثبات في التحقيق الجاري المعروف بتحقيق شاليكوت في تورط بريطانيا بحرب العراق.
 

"
وكانت شركة شل للنفط نفت في مارس/ آذار 2003 قبل دخول بريطانيا الحرب تقارير ذكرت أنها عقدت اجتماعات مع حكومة لندن حول نفط العراق. ووصفت التقارير بأنها "غير دقيقة على الإطلاق".
 
أما شركة بي بي البريطانية فقد نفت أن تكون لها أية مصالح إستراتيجية بالعراق، بينما وصف بلير "نظرية مؤامرة النفط" بأنها "غريبة جدا وغير معقولة".
 
صورة مختلفة
لكن الوثائق الصادرة عن الفترة من أكتوبر/ تشرين الأول ونوفمبر/ تشرين الثاني قبل الحرب تظهر صورة مختلفة تماما.
 
فقبل خمسة أشهر من مارس/ آذار 2003 الذي حدث فيه الغزو أبلغت وزيرة التجارة البارونة سيمونز "بي بي" أن الحكومة تعتقد أن شركات الطاقة يجب أن تعطى حصة بالاحتياطيات الضخمة للنفط والغاز بالعراق مكافأة لبلير لالتزامه العسكري بخطة واشنطن بتغيير نظام العراق.
 
وتظهر الوثائق أن سيمونز وافقت على أن تفاوض الولايات المتحدة نيابة عن بي بي التي كانت تخشى أن تستبعد من الصفقات التي كانت واشنطن تقوم بعقدها مع شركات أميركية وفرنسية وروسية.
 
وقال محضر لاجتماع بين "بي بي" و"شل" و"بي جي" أو "برتش غاز" يوم 31 أكتوبر/ تشرين الأول 2002 "إن سيمونز تؤمن بأنه سيكون من الصعب تبرير خسارة العراق بالنسبة للشركات البريطانية في حال أظهرت حكومة بريطانيا تأييدا واضحا لحكومة واشنطن خلال الأزمة".
 


ووعدت سيمونز بالرد على الشركات قبل عيد الميلاد لتشرح نتائج الحملة التي تقوم بها.
 
وكانت الخارجية البريطانية دعت "بي بي" يوم 6 نوفمبر/ تشرين الثاني 2002 إلى مباحثات حول الفرص بالعراق "بعد تغيير النظام".
ويقول محضر الاجتماع "إن العراق يمثل المستقبل النفطي الكبير.. إن بي بي ترغب بقوة في الدخول إلى هناك وتشعر أن الصفقات السياسية يجب ألا تحرمها من تلك الفرصة".
 
وبعد اجتماع آخر عقد هذه المرة في أكتوبر/ تشرين الأول 2002 قال مدير قسم الشرق الأوسط بالخارجية إدوارد تاشبلين "إن شل وبي بي لا تستطيعان الاستغناء عن حصة بالعراق من أجل مستقبلهما على المدى البعيد.. إننا مصرون على الحصول على حصة عادلة من العملية للشركات البريطانية في عراق ما بعد صدام".
 
وبينما كانت بي بي تصر في العلن على أنه ليس لديها مصالح إستراتيجية بالعراق فإنها بصورة سرية أبلغت الخارجية أن العراق "أهم شيء رأيناه منذ مدة طويلة".
 
وكانت بي بي تخشى من أنه إذا سمحت واشنطن لمجموعة توتال فينا إلف الفرنسية بالاستمرار في اتصالاتها مع صدام حسين بعد الغزو فإن ذلك قد يجعل ن المجموعة أكبر شركة في العالم.
 
وأبلغت بي بي الحكومة أنها ترغب في تحمل "مخاطر كبيرة" من أجل الحصول على حصة من احتياطيات العراق، ثاني أكبر احتياطيات بالعالم.
 
ألف وثيقة
وقالت إندبندنت إنه تم الحصول على ألف وثيقة طبقا لقانون "حرية المعلومات" بعد مرور أكثر من خمس سنوات بعد جهود أجراها غريغ موتيت الناشط والكاتب بشؤون النفط.
 
"

"
وأشارت إلى أن الوثائق أظهرت أنه قد تم عقد خمسة اجتماعات على الأقل بين موظفين  ووزراء بالحكومة البريطانية وبين مسؤولين في شل و بي بي نهاية عام 2002.
 
وأضافت الصحيفة أن العقود النفطية التي تم توقيها بعد الغزو، وهي عقود طويلة الأجل، تعتبر الأكبر في تاريخ صناعة النفط.
 
وغطت هذه العقود ستين مليار برميل من الاحتياطيات أي ما يمثل نحو نصف احتياطيات العراق. وقد حصل كونسورتيوم تقوده بي بي وشركة النفط الوطنية الصينية وحده على عقود يستطيع من خلالها تحقيق ما لا يقل عن 403 ملايين إسترليني (658 مليون دولار) من الأرباح سنويا. والأسبوع الماضي زاد العراق إنتاجه إلى أعلى مستوى بعشر سنوات إلى 2.7 مليون برميل يوميا.
 
وينظر إلى الزيادة بأهمية بالغة بالنظر إلى الوضع المضطرب بالمنطقة وهبوط إنتاج ليبيا.
 
ويرى كثيرون من معارضي الحرب العراقية أن الهدف الرئيسي لواشنطن من غزو العراق كان ضمان مصدر رخيص من إمدادات النفط.
 
ويقول غريغ موتيت الذي سيصدر كتاب "وقود يحترق" الأسبوع القادم،  بجزء من المؤلف "قبل الحرب أكدت الحكومة مرارا أنه لا مصلحة لها في نفط العراق. لكن هذه الوثائق تكذب تلك الادعاءات".
 
ويضيف "إننا نرى أن النفط كان في واقع الأمر واحدا من أهم الاعتبارات الإستراتيجية للحكومة، وقد تواطأت الحكومة مع شركات النفط من أجل السماح لها بالدخول إلى ذلك الكنز الضخم".(الجزيرة)

 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات