تباين الأداء الاقتصادي للمنطقة العربية

المدينة نيوز- رجح صندوق النقد الدولي في تقريره نصف السنوي حول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الذي أطلقه اليوم من بيروت، أن تبلغ نسبة النمو الاقتصادي 3.9% في المنطقة.
وأوضح ممثل الصندوق أريك موتو في مؤتمر صحفي أن هذا النمو يتضمن اقتصادات البلدان المصدرة للنفط في المنطقة وهي الجزائر والبحرين وإيران والعراق والكويت وعمان وقطر والسعودية والسودان والإمارات واليمن التي يتوقع أن تحقق نموا بمعدل 4.9% (باستثناء ليبيا)، مرجعا معظم النمو إلى ارتفاع أسعار النفط وزيادة في إنتاجه.
وعن البلدان المستوردة للنفط -وهي أفغانستان وجيبوتي ومصر والأردن ولبنان وموريتانيا والمغرب وباكستان وسوريا وتونس- بيّن موتو أن نموها سيكون بنسبة 2.3% فقط.
وأشار إلى عاملين أساسيين يحركان النمو الاقتصادي في المنطقة وهما الاضطرابات التي تشهدها العديد من دول المنطقة وعدم اليقين المترتب عليها، والارتفاع الحاد في أسعار الوقود والغذاء العالمية.
وأوضح أنه جراء الارتفاع الكبير الذي شهدته أسعار النفط العالمية فإن دول المنطقة المصدرة للنفط ستحقق أرباحا لم تكن متوقعة مما سينعكس إيجابا على أدائها الاقتصادي، مقدرا أن يزداد رصيد الحسابات الجارية الخارجية للبلدان المصدرة للنفط في المنطقة بأكثر من الضعف ليصل إلى 380 مليار دولار عام 2011.
وإزاء توقعات النمو في الناتج المحلي لدول مجلس التعاون الخليجي غير النفطي، رجح الصندوق تحقيق مستوى نمو بنسبة 5.3% في 2011 صعودا من 4.2% عام 2010، وذلك نتيجة لزيادة الإنفاق.
ولفت إلى أن البلدان المستوردة للنفط تواجه تحديات في سياق سعيها لإدارة الضغوط الداخلية والخارجية، فمن المتوقع أن يؤدي تدهور معدلات التبادل التجاري إثر ارتفاع أسعار الغذاء والوقود إلى تضخم فاتورة الاستيراد بنحو 15 مليار دولار، أي بزيادة 3% من إجمالي الناتج المحلي في المتوسط، الأمر الذي سيترجم ارتفاعا بمعدل التضخم وتدهورا في رصيد المالية العامة، تبعا لحجم الدعم الذي يقدمه كل بلد لأسعار السلع.
وحذر من أنه ما لم تعالج الضغوط التي يتعرض لها استقرار الاقتصاد الكلي والمالي على وجه السرعة، فمن الممكن أن تعيق الجهود الرامية إلى تنفيذ جدول أعمال جديد للنمو الشامل مجتمعا وتقف في سبيل توفير المزيد من الوظائف.
وذكر موتو أن التقرير أكد أن فرص العمل الجديدة ما زالت غير كافية في المنطقة، مطالبا بالقيام بجهد كبير في المرحلة المقبلة لزيادة الوظائف وتسليح الشباب بالمهارات اللازمة في المنطقة التي بلغت معدلات البطالة بين الشباب في بعض بلدانها أكثر من 20%. ( الجزيرة )