لغة جديدة بعيدة عن الاستجداء

تم نشره الإثنين 02nd أيّار / مايو 2011 01:43 صباحاً
لغة جديدة بعيدة عن الاستجداء
جمانة غنيمات
الخروج من المأزق الذي يمر به الاقتصاد يدفع إلى اجتراح حلول تساعد في المرور من الأزمة بسلام، وسط موقف شعبي رافض لرفع الأسعار ومزاج عام غير متقبل لقرارات اقتصادية صعبة وغير شعبية.
ويبقى العمل على وضع سيناريوهات محلية قائما، لكنه لا يكفي كون الحكومة لا تجرؤ على اتخاذ قرارات لتغطية الزيادة المتوقع أن تطال عجز الموازنة حتى نهاية العام الحالي والمقدر بنحو بليون دينار من جيوب الأردنيين، ما يجعل التفكير بحلول خارجية جزءا أصيلا من سبل الحد من المشكلة.
ضعف الخيارات المحلية يقوي دور المحور السياسي باعتباره الشق الثاني من وصفة الحل، والتي ترتكز على السياسة الخارجية الأردنية بهدف الحصول على منح مالية تسهم في تخفيف المشكلة، بحيث يتسنى تحصيل مبالغ كبيرة، ليس هبة وسخاء ممن يقدمها، بل نتاج طبيعي للدور الذي أداه الأردن في الماضي، وذلك المتوقع منه في المستقبل.
وهنا يظهر بجلاء أهمية وجود مفاوض سياسي قوي وحصيف يطلب بجرأة ومن دون خجل حق الأردن في الدعم من الدول مقابل الدور الذي لعبته المملكة على مدى سنوات، وأسهم بترسيخ الاستقرار الاقليمي الذي لا يقدر بثمن لهذه الدول.
وثمة محور ثان يتعلق بالشق السياسي يعتمد على الكيفية التي سيسوق بها مسؤولونا مشروع الإصلاح السياسي، الذي يتوقع تطبيقه عقب انتهاء أعمال لجنة الحوار ولجنة التعديلات الدستورية.
وتشكل خطط الإصلاح إذا ما توفرت النوايا الحقيقية لتطبيقها، فرصة للحصول على مساعدات إضافية، تساعد الأردن الذي يملك أطول حدود مع إسرائيل على الاستقرار، وتجاوز مرحلة عدم الاستقرار والتغيير التي تعم دول المنطقة من دون استثناء.
فإقناع الدول المانحة سواء العربية أو الأجنبية بأن إتمام خطط الإصلاح لن يتسنى من دون موارد مالية وأن تأجيل التطبيق سيضر بالجميع من دون استثناء، على قاعدة أن تنفيذ الرؤى الإصلاحية سيسهم بتحقيق التنمية وتحقيق الاستقرار في بيئة حرة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، الأمر الذي يحقق أهداف تلك الدول في جعل الهدوء سيد الموقف محليا.
والعكس صحيح، فعدم توفر مصادر مالية للخروج من الأزمة سيأخذ الوضع منحى التصعيد الذي لا يأمله أحد، وهذه ورقة رابحة، وعلى المملكة استخدامها في سبيل الحصول على منح إضافية من دون "تحميل جميلة" من أية جهة كانت.
هذه المسألة تفرض تسريع نتائج لجنتي الحوار الوطني والتعديلات الدستورية، لتوفير برنامج حقيقي وواقعي يقدم للدول المانحة للحصول على مساعدات للمضي قدما باتجاه ما يطمح له المجتمعان المحلي والدولي على حد سواء.
وقد تبدو هذه الأزمة الماثلة اليوم فرصة لاختبار النوايا الحقيقية للدول المانحة حيال الدور الكبير الذي يقوم به الأردن على أرض الواقع، حتى نقيم جدوى هذا الدور وفائدة الاستمرار به على هذا النحو، وهل يتوجب اليوم على الأردن تغيير بوصلته السياسية لخدمة أجندته الاقتصادية؟.
بقاء الحال الاقتصادي من دون تغيير يعقد الأمور أكثر في ظل انتظار الشارع المجهز للتصعيد اصلا ما ستتخذه الحكومة من قرارات تتعلق بالأسعار، ويدفع أجواء التصعيد حالة الاحتقان التي تراكمت على مدى سنوات طويلة من برامج الإصلاح الاقتصادي التي أرهقت الناس بسياساتها وفاقمت الفجوة بين شرائح المجتمع.
غياب الأفق وصعوبة توقع ما يمكن حدوثه هو عنوان اليوم، واستخدام الورقة السياسية يسهم بجزء من الحل إن توفرت لدينا لغة جديدة في الحديث مع الآخرين.(الغد)


مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات