جامعة العلوم الاسلامية تؤسس معهدا متخصصا في القراءات القرآنية
حققت جامعة العلوم الاسلامية العالمية انجازا اكاديميا نوعيا بتأسيسها اول معهد متخصص في القراءات القرآنية على مستوى المملكة، يستقطب الطلبة الدارسين من آسيا وافريقيا ومختلف البلاد العربية والاسلامية . ويستقبل المعهد العالي للقراءات الطلبة في مختلف البرامج الاكاديمية والدراسات العليا بدءا من البكالوريوس وحتى الدكتوراة، يحصلون على اجازات وشهادات اكاديمية في القراءات العشر، والدراسات القرآنية على ايدي اساتذة متخصصين تم استقطابهم من الاردن واقطار عربية اخرى.
وقال رئيس الجامعة الدكتور عبدالناصر ابو البصل ان تأسيس المعهد هو جزء من رسالة الجامعة لاعداد ائمة وخطباء ودعاة مؤهلين ،مثلما هو جزء من الاعداد التأهيلي لتهيئة الدارسين في مجال الدراسات والقراءات القرآنية والتلاوة والتجويد، بغية رفد الجامعات والكليات والمعاهد والمدارس في الاردن وخارجها بالمؤهلين في هذا التخصص. وبحسب الدكتور ابو البصل فإن الاردن يستقبل طلبة من مختلف البلاد العربية والاسلامية لاسيما دول شرق آسيا وافريقيا، مشيرا الى ان طلاب الشريعة يحتاجون الى تأهيلهم في لغة القران من حيث التلاوة والتجويد، لاسيما وان تلك الدول تشتهر بقراءات اخرى غير القراءات المعروفة في الاردن ومنها قراءة ورش وقالون. واضاف ان النقص الكبير في تخصص القراءات والتلاوة بشكل عام في كثير من البلاد العربية الاسلامية ومنها الاردن، دفع نحو تأسيس هذا المعهد المتخصص، مشيرا الى نتائج الدراسة التي اعدتها الجامعة حول اسباب نقص الكفاءات في تخصص القراءات والقصور الاكاديمي في هذا الجانب، بينت ان السبب يكمن في عدم وجود برامج للدراسات العليا في هذا التخصص في معظم الدول العربية باستثناء مصر والسعودية.
وحول توفر الكفاءات في المعهد من الاساتذة والمدرسين يقول الدكتور ابو البصل ان الجامعة استقطبت للتدريس في المعهد علماء اكفياء، وكذلك استقطبت علماء لتدريس مواد ومساقات ضمن برامج الجامعة، ومنهم الدكتور زغلول النجار العالم في الاعجاز القرآني .
وعن التعاون ما بين المعهد والمؤسسات المحلية والدولية المختصة قال ان المعهد سيكون له دور معتبر في التعاون مع وزراة الاوقاف والجهات التي تعنى بالمصحف الشريف باعتباره جهة متخصصة اكاديميا، الى جانب التعاون مع مؤسسات التعليم في العالم الاسلامي، لافتا الى خطة اعدتها الجامعة لعقد اتفاق مع الازهر الشريف لجهوده العريقة في هذا المجال، الى جانب التعاون مع جامعة ام القرى والجامعة الاسلامية في المملكة العربية السعودية. وبين ابوالبصل ان خطة الجامعة التي تسير عليها في تسجيل الطلبة هي قبول نحو مئة طالب في برنامج البكالوريوس ضمن المرحلة الاولى و20 طالبا في برنامجي الماجستير والدكتوراة، مؤكدا ان برنامج البكالوريوس في المعهد قد بدأ العمل به اعتبارا من مطلع العام الدراسي الحالي يحصل خلاله الطالب على الشهادة الجامعية الاولى.
واضاف ان المعهد سينظم عددا من الدورات التأهيلية لإنعاش الذاكرة وأخرى مكثفة في التلاوة والقراءات، وسيفتح ابوابه للتعاون مع الجامعات الأردنية، لافتا الى ان هناك تعاونا بين المعهد والجامعتين الاردنية واليرموك ووزارة الاوقاف من جهة اخرى، وترسل الأخيرة بعثات لجامعة العلوم الاسلامية من داخل المملكة وخارجها لدراسة العلوم الشرعية بمنح خصم خاص للمبتعثين من الوزارة.
ولفت الى التسهيلات التي تقدمها وزارة الاوقاف لموظيفها بالتنسيق مع الجامعة بالسماح لهم بإكمال دراستهم في الجامعة ضمن برنامج البكالوريوس والدراسات العليا وهو ما ينسحب على الدارسين في المعهد قريبا، الى جانب قبول طلبة من مديريات الافتاء في القوات المسلحة والامن العام والدرك والدفاع المدني، اضافة الى دائرة الافتاء العام في المملكة.
من جهته بين مدير المعهد الدكتور شحادة العَمري ان ثمة خصومات وحوافز تمنح لطلبة الجامعة، وفي مقدمتهم حفظة القرآن الكريم ويحظون بدراسة مجانية في مختلف التخصصات الشرعية واللغة العربية، ومن يحفظ 15 جزءا يخفض له رسم الساعات المعتمدة الى النصف، مؤكدا ان هذا الخصم يمنح كذلك لفئات اخرى منها ابناء العاملين والمتقاعدين من القوات المسلحة والأمن العام والدفاع المدني والتربية والتعليم ووزارة الاوقاف والتعليم العالي ودائرة قاضي القضاة، وذوي الاعاقة والايتام والاخوة، اضافة الى ابناء العاملين في الجامعة.
وقال ان من اهداف المعهد هو تطوير مناهج تدريس القراءات القرآنية؛ لتصبح شمولية لا تعتمد على تحفيظ ايات القران الكريم فحسب، وانما يدرس الطالب ثقافة القراءات وما يتصل بها من علوم كالتفسير والاعجاز والبلاغة والنحو والعقيدة والفقه وغيرها من العلوم، لافتا الى ان المعهد يضم قسما للقراءات واخر للدراسات القرآنية. وقال العَمري ان الجامعة تعد حاليا لعقد المؤتمر الاول للمعهد العالي للقراءات والدراسات القرآنية لخدمة المصحف الشريف تحت عنوان (المصحف الشريف ومكانته في الحضارة الاسلامية)الذي سيعقد في كانون الاول المقبل ، مشيرا الى ان المؤتمر الذي سيناقش محاور متعددة حول المصحف الشريف، سيحظى بمشاركة عربية واسلامية واسعة.
واضاف ان محاور المؤتمر ستكون حول المصحف الشريف واللغة العربية، والمصحف في التاريخ والحضارة، والمصحف ومدارس الخط العربي، وعلوم القرآن الكريم، والمصحف ووحدة المسلمين في العالم، اضافة الى الجهود المعاصرة في خدمة المصحف الشريف. (بترا)
