الاميرة سمية تدعو الى الاستجابة الى ازمة البحث العلمي في الوطن العربي
المدينة نيوز - دعت الاميرة سميّة بنت الحسن رئيس مجلس امناء جامعة الاميرة سمية للتكنولوجيا الى الاستجابة الى ازمة البحث العلمي في الوطن العربي لان البديل هو المزيد من الاحباطات الناتجة عن تسرب المبدعين وهجرة الادمغة وفقدان الهوية.
وقالت سموها خلال افتتاحها اليوم الاحد، المؤتمر الثقافي الخامس في جامعة الاميرة سمية بعنوان "ازمة البحث العلمي في الوطن العربي"، ان ندرة الابداع في مجال البحث والتطوير في العالم العربي ليست سوى نتيجة مباشرة لمحاولات البعض ابعاد الكثيرين عن سلسلة من القيّم الجوهرية ترتبط بالافكار وتتحد بالابداع.
واضافت سموها ان الوطن العربي قادر على تجاوز الازمة وان نبني مجتمعا عربيا بحق تشعل فيه شرارة الابداع افضل ما لدينا من عقول واكثرها اشراقا لتطلق عصرا جديدا يتسم بالتقدم والتغيير نحو الافضل يكون رصيدنا في مواجهة هذه الازمة راس مالنا البشري الاكاديمي المميز.
واشارت سموها الى تراجع بعض المفاهيم الأكاديمية القوية بسبب ضعف التمويل، وعدم كفاية الأجور وعدم احترام إنجازات البحث والتطوير، مبينة أن كمية الانتاج في التعليم العالي ليست هي القضية التي نواجهها اليوم بل هي جودة التعليم.
واكدت سموها اهمية مواجهه أزمة البحث العلمي في الجامعات العربية لانها قد تزداد سوءا، ما لم نتخذ إجراءات سريعة وحاسمة لتغيير مسار تاريخنا الاجتماعي والاقتصادي.
وقال رئيس جامعة الاميرة سمية للتكنولوجيا الدكتورعيسى بطارسة، إن موضوع البحث العلمي في الوطن العربي هو موضوع الساعة الذي بات يؤرق العلماء والباحثين، إضافة إلى كل المهتمين بمستقبل الأمة العربية ورفاهية شعوبها.
واضاف الدكتور بطارسة "ان مدى تقدم البحث العلمي في اي أمة يرتبط ارتباطاً وثيقاً بتقدمها ووضعها الاقتصادي ومساهمتها في استغلال العلم لرفاهية المجتمع وإيجاد حلول علمية لمشاكله".
وأشار إلى تراجع البحث العلمي العربي عاماً بعد عام بحيث لا يواكب تقدمه البطيء الخطوات الكبيرة التي اجتازها الغرب، مشيرا إلى ان جامعة الأميرة سميّة للتكنولوجيا الذراع الأكاديمي لمدينة الحسن العلمية على الاهتمام بالبحث العلمي.
وبين ان الجامعة أطلقت برنامج البحث لطلبة البكالوريوس لاطلاق روح البحث من خلال جعل الطلبة يعملوا على مشاريع بحثية بإشراف مدرسيهم بحيث تعمل على تقييم هيئتها التدريسية بحصولهم على براءات اختراع وقيامهم بأبحاث مفيدة وعملية.
وقال رئيس المؤتمر الدكتور محمد الشياب ان مؤشرات التقدم العلمي والتقني في العالم العربي راوحت مكانها خلال العقد الماضي حيث لم يتم تسجيل، سوى عدد نادر من براءات الاختراع من مبدعين عرب، وعدد نادر من سلع جديدة أو طرق إنتاج جديدة في الأقطار العربية ولم يسجل الإنفاق على البحث والتطوير سوى زيادة طفيفة.
واعرب الدكتور الشياب عن امله ان يقوم المؤتمر بمعالجة المشكلات التي تواجه البحث العلمي في العالم العربي، وتشخصيها، للخروج بحلول وفق رؤية موضوعية معاصرة، تخرجنا من الأزمة وتضعنا على الطريق السليم.
ويهدف المؤتمر، الذي يستمر يومين، الى التعرف على حقيقة المشكلات التي تواجه البحث العلمي في الدول العربية، والعمل على ضبط نوعية التعليم العالي في الجامعات العربية وتطوير، وإعادة النظر في المناهج الجامعية الحالية وربطها بالبحث العلمي التطبيقي واقتراح الحلول لمشكلات البحث العلمي.
كما يهدف المؤتمر الذي يعقد بالتعاون مع مشروع سيرمانتك وتشارك فيه الجامعة مع عدة جامعات اوروبية وعربية، الى رفع سوية اداء الجامعات وادارتها في مختلف المجالات من بينها تعزيز الحوكمة في ادارة البحث العلمي.
ويناقش المؤتمر مشكلات إستثمار البحث العلمي في الجامعات العربية وتسويقه، ومعوقات البحث العلمي، ودور القطاع الخاص في الدول العربية والعلماء العرب في الخارج في البحث العلمي، والشروط والإجراءات اللازمة لتطوير البحث العلمي في الوطن العربي، وحرية البحث العلمي في الوطن العربي، وثقة الصناعة في البحث العلمي الذي يتم في الجامعات العربية ومدى ارتباط الصناعة بمشاريع بحثية في الجامعات أضافة الى دور اللغة العربية في استيعاب المصطلحات العلمية والتقنية والحوسبة.
ويشارك في المؤتمر باحثون وعمداء كليات الدراسات العليا من عدة جامعات من فرنسا، وبلجيكا، والولايات المتحدة الاميركية، والمغرب، والجزائر، ومصر، وسوريا، والعراق، ولبنان وفلسطين، اضافة الى الجامعات الاردنية.(بترا)
