مطارق بلا حدود

من مصادفات ومفارقات المشهد الاردني, توافق تيارين متناقضين حول ما يعرف بقضية التجنيس والمواطنة التي تتعلق بتداعيات فك الارتباط مع الضفة الغربية, توافق هذين التيارين على حل غريب لقضية البطالة بين العمال في الاردن, ويقوم على طرد العمالة الوافدة (عربية مصرية سورية في غالبيتها), وذلك كما اقترح يساريون وطنيون وقوميون وهو حل غريب على اليسار المذكور في ضوء المعطيات التالية:-
1- اين الموقف الاممي الذي يرفض التمييز بين العمال ويعتمد الشعار الاشتراكي ياعمال العالم وشعوبه المضطهدة اتحدوا..
2- اين الموقف القومي العربي الذي يدعو للتكامل والسوق والعمل العربي المشترك...
3- اين المصلحة الوطنية الاردنية المحض اذا تذكرنا ان الغالبية الساحقة من العمالة الاردنية هي في دول الخليج التي ترتفع فيها بعض الاصوات الداعية الى طرد العمالة الاردنية, كلما تأزمت العلاقات السياسية الثنائية كما حدث مع الكويت وقطر... فهل نوفر لهذه الاصوات ما تريده من مبررات.
4- ماذا عن الجذر العنصري والعرقي والنازي لدعوات طرد العمالة الوافدة في امريكا واوروبا واختلاط تلك الدعوات برفض (العولمة العمالية) بصرف النظر عن ظروف ذلك (رخص الايدي العاملة الوافدة فيها).
5- وكما لاحظ مقال لفراس محادين في صفحته على الفيس بوك فان حل مشكلة العمال الاردنيين والبطالة في صفوفهم لا يأتي من طرد العمالة الوافدة لانهم ليسوا اساس او اصل المشكلة بل بمعالجة جذورها واسبابها الحقيقية بدل صرف الانتباه عنها الى (سبب خارجي) وفقا وجريا للنهج السائد في كل شيء من الاحتجاجات المطلبية الاخرى الى الاحتجاجات السياسية.
فالمطلوب هو مراجعة مجمل السياسات الاقتصادية وغيرها وفك التبعية وبناء مناخات حقيقية لاقتصاد وطني منتج في اطار خيارات وتحالفات عربية تحقق التكامل القومي وتساهم في تقديم حلول واقعية لكل القضايا والمشكلات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية وبينها البطالة والعمل في شروط انسانية كريمة من حيث الاجور والضمانات والتأمينات المختلفة وحق العمل النقابي المستقل الديمقراطي.( العرب اليوم)
mwaffaq.mahadin@alarabalyawm.net