زيارة ملكية ناجحة لواشنطن لها ما بعدها!

يمسك الملك بثوابت القضية الفلسطينية في الحدود واللاجئين والقدس ويعيد طرحها أمام الرئيس أوباما في أنجح زيارة له إلى الولايات المتحدة الأميركية اطلع فيها على تفكير الإدارة الاميركية في خلاصاته بخصوص ما يجري الحديث عنه من طروحات قيل انها تبلورت لتشهد استحقاق أيلول من هذا العام حيث تناقش الجمعية العامة في دورتها مسألة إقامة الدولة الفلسطينية التي كان وعد الرئيس أوباما ان تتحقق وانه يتطلع أن يرى ممثلها في الأمم المتحدة كدولة مستقلة..
الدعم الأميركي للأردن عبّر عنه الرئيس أوباما على شكل دعم سياسي مباشر للملك عبدا لله الثاني حين خاطبه «واثقون أن الأردن سيكون قادراً على المضي قدماً ليكون نموذجاً لدولة عربية ناجحة وحديثة ومزدهرة تحت قيادتكم»..
الإصرار الملكي على حل عادل وعلى سرعة انجاز هذا الحل والاستفادة مما يجري من تحولات في المنطقة استطاع الأردن أن يتكيف معها وأن يلبي الكثير من متطلباتها متطلعاً إلى دور أعظم للولايات المتحدة..هذا ما دفع أوباما لإبداء التقدير العالي لدور الملك شخصياً ومبادراته ومساهماته واستمرار موقفه الداعم والمبادر لعملية السلام..
الملك عبدا لله الثاني الذي يرى أن أجواء المصالحة الفلسطينية-الفلسطينية تقرب الأطراف أكثر من عملية سلام حقيقية اقترب استحقاقها لأن المصالحة تقطع الطريق على الأطراف الإسرائيلية التي ظلت تتذرع بعدم وجود شريك فلسطيني حين بقيت إسرائيل تختبئ وراء الانقسام الفلسطيني –الفلسطيني وتستثمر فيه..
والأردن ظل دائما سنداً وداعماً أساسياً للقضية الفلسطينية عبر مختلف مراحلها لا يرى في الموقف المصري الايجابي من المصالحة الفلسطينية-الفلسطينية منافسا له.. ولا يرى ان تعامل مصر مع الملف الفلسطيني وخاصة ملف المصالحة الذي ظل على الطاولة المصرية منذ عدة سنوات إلى ان تغير أسلوب تناوله.. انه يعيق دور الأردن الذي ظل في خطابه الشعبي والرسمي مع المصالحة وظل بحث الأطراف الفلسطينية عليها رغم تعامله مع الطرف الشرعي (السلطة الوطنية) وعدم تعامله مع حماس في الماضي من منطلقات وطنية وقومية في تأكيد الشرعية الفلسطينية وعدم الإسهام في تعميق انقسامها .
اليوم والمصالحة تتم فإن الدور الأردني الايجابي سيكون أكثر وضوحا ونشاطا وفاعلية ومبادرة في المرحلة القادمة لكون الأردن ليس وسيطاً وإنما شريكا في أكثر من موقف وموقع أبرزها قضية اللاجئين والحدود والقدس وقضايا أخرى تمثل شراكة الأردن فيها دعما للقضية وليس خلافا أو سحبا لها من يد أصحابها الشرعيين .
الأردن لا ينتظر أي طرف وإنما يستقي معلوماته من رأس النبع كما يقولون ويحدد سياساته على ضوء مصالحه الوطنية ولذا فإن استقبال جلالة الملك في البيت الأبيض والترحيب المعلن والخاص به وبدوره وبالدور الأردني يعكس مدى أهمية الدور الأردني في المرحلة القادمة ومدى أهمية السماع لهذا الدور وإسناده..
التحرك الأردني الجديد سيبدأ الآن وسيكون له ما بعده ولعل الدعوة لانضمام الأردن لمجلس التعاون الخليجي هو جزء من سياق يتمكن فيه الأردن من دعم القضية الفلسطينية أكثر وليس الاستدارة عنها كما تحاول أطراف ان تروج فعند الأردن أوراق عديدة هامة يمكنه أن يلعبها وهو عنصر أساس في الصراع وفي الحل وفي البناء المستقبلي للسلام وهو حجر زاوية يبنى معه وعليه وليس على حساب موقعه..
الزيارة ناجحة ويعود الملك منها وفي إرادته تصورات وخطوات عملية تمكن الجميع من الانخراط في إصلاحات حقيقية اقتصادية وسياسية تترجم كل الشعارات ولا تكتفي بها فقط!! (الراي)