لا يستقيلون ولا ينتحرون

تم نشره السبت 21st أيّار / مايو 2011 01:48 صباحاً
لا يستقيلون ولا ينتحرون
موفق محادين

الم يستقل الرئيس الفرنسي الاسبق ديغول, لان الشعب لا يؤيده ولا يحبه, بل لان مجموعة من الطلبة قررت ذلك فاحترم نفسه وخلفه تاريخ طويل من الانجازات.

ومثل ديغول, رؤساء استقالوا او انتحروا لاسباب اقل كثيرا مما يستوجب رحيل او انتحار العديد من الرؤساء العرب, الخانعين للخارج والمتورطين في الفساد ...

والفرق بين هؤلاء واولئك هو فرق بين المشاعر والكرامة والقيم والمستوى الثقافي والانساني والاحساس بالمسؤولية الاخلاقية والانسانية والوطنية واحترام الذات والآخر وكذلك الاستقلالية والنزاهة ونظافة اليد ...

ولذلك ليس متوقعا من رؤساء يفتقرون الى الاحاسيس والاخلاق وكرامة المسؤول والشرف العسكري والوطني ان يذهبوا مختارين او برصاصة واحدة انتحارا, بدلا من قتل شباب في مقتبل العمر بدم بارد, ناهيك عن ان هؤلاء المسؤولين لم يحققوا انجازا وطنيا واحدا, ولم يحتجوا على وصايا وإملاءات المندوب السامي الامريكي مرة واحدة, ولم يتوقفوا عن نهب البلاد واذلال العباد, وتحويل الدولة الى مزرعة عائلية يتحكم بها اقاربهم من الدرجة الاولى الى الدرجة العاشرة ...

في البلدان المحترمة, اذا ما شعر رئيس ما ان الاقلية, ناهيك عن الاكثرية لا تريده, يغادر ليكتب مذكراته, او يعيش ايامه مع عائلته واصدقائه قارئا اذا كان شغوفا بالقراءة والكتابة, او مستمتعا بهواية ما او ذائقة موسيقية ... الخ .

اما في مناطق اخرى مثل مزارع الرؤساء العرب, حيث تسود البلادة عندهم وعند بطاناتهم وحيث لا احاسيس من اي نوع, لا بالمسؤولية الأخلاقية ولا بالمسؤولية الوطنية ولا ازاء دم الشباب الواعد, وحيث البطن الاجرب الذي لا يشبع من النهب والسُحت والمال الحرام ....

يواصلون الحكم والقتل واعمال اللصوصية وفق المعزوفة المكررة المقرفة نفسها التي تعلموها من المندوب السامي وتلاميذه في الاعلام المأجور: الشرعية المزعومة وفق انتخابات شكلية مزورة ...

والجدير ذكره, اخيرا, ان احترام الذات بالاستقالة او الانتحار بسبب هزائم صغيرة او اخفاقات عابرة مع عدو او صديقه وهو يشكل ظاهرة عامة عند كل الشعوب »الراقية« فهو ظاهرة خاصة عند قطاعات محددة (بعض الاوساط الادبية مثل دوستويفسكي وهمنغواي وخليل حاوي وتيسير السبول ... الخ).

وفي ثقافة بعض الشعوب ايضا الساموراي في اليابان والقادة الالمان (رومل, هتلر ....). (العرب اليوم  )

 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات