يوم علمي لكلية الصيدلة في جامعة البترا
المدينة نيوز - قال الدكتور عدي نصيرات من مؤسسة الغذاء والدواء الأردنية أن "المؤسسة قامت بتصنيف المضادات الحيوية على أنها أدوية لا تصرف إلا بوصفة طبية ".
جاء ذلك خلال فعاليات اليوم العلمي لكلية الصيدلة في جامعة البترا الذي افتتحه رئيس الجامعة الدكتور عدنان بدران، والذي أقيم تحت عنوان "معا للتصدي لمقاومة الميكوربات للمضادات الحيوية ".
وأضاف نصيرات في ورقة عمل بعنوان "دور منظمة الغذاء والدواء الأردنية في التعامل مع المشكلة وكيفية الحد منها "، أن المؤسسة "تعمل على وضع إرشادات لكيفية استخدام المضادات الحيوية في العمليات الجراحية وكذلك لمعالجة الأمراض، مشيرًا إلى أن المشكلة الفعلية تكمن في الاستخدام غير المناسب للمضادات الحيوية، من قبل المواطنين وبعض الأطباء ".
وقالت الدكتورة سناء نافع؛ المسؤولة الطبية للبرامج الوطنية في منظمة الصحة العالمية: "نحن الآن على وشك فقدان ترسانة دوائية ثمينة "، مضيفة "لقد تسبب سوء استعمال مضادات الميكروبات في زيادة عدد وأنواع الكائنات المجهرية المقاومة لها، مما أدى إلى وقوع وفيات ومزيد من المعاناة والعجز ".
وحذرت نافع من أنه "إذا لم تتخذ أية اجراءات من أجل التصدي لهذه الظاهرة، فمن المحتمل أن تتخذ كثير من الأمراض اتجاهات يتعذر التحكم فيها ". وقالت "عندما تصبح الكائنات المجهرية مقاومة لمعظم مضادات الميكروبات، يشار إليها في غالب الأحيان بمصطلح "الجراثيم الخارقة "، وتلك الظاهرة تثير قلقًا كبيرًا، لأن العدوى المقاومة قد تودي بحياة المصاب بها، كما ستتمكن من الانتقال إلى أناس آخرين ".
واستشهدت د. سوزان عبد المالك من جامعة البترا في بحث بعنوان "دور البحث العلمي في إضافة مضادات حيوية جديدة لمعالجة الميكروبات الخارقة "، بكلمات المكتشف الأول للمضاد الحيوي "البنسلين " وهو الدكتور ألكسندر فليمنج، والتي تفيد بأن "الاستعمال الخاطئ لهذا الاكتشاف قد يؤدي إلى أن يفقد هذا الدواء فعاليته "، مضيفة أن "هذا ما حدث فعلا نتيجة للاستعمال المسرف لهذا الدواء ".
وقالت د. عبد المالك أن خط الإمداد للمضادات الحيوية الجديدة بدأ ينضب، وذلك لعدة أسباب منها: أن "كبرى شركات الأدوية أصبحت لا تجني أرباحا كثيرة من وراء صناعة المضادات الحيوية، إضافة إلى أن البحث عن أدوية جديدة يحتاج إلى ميزانيات ضخمة لدعمها "، مؤكدة أن "هناك حاجة ماسة لإنعاش البحث العلمي في هذا المجال ".
وقال الدكتور عاصم الشهباني، من الجمعية العربية للاستعمال الأمثل للمضادات الحيوية أن "النظرة المستقبلية تؤكد أن البكتيريا وغيرها من الميكروبات غالبا ما تجد الوسائل لتحدى مفعول المضادات الميكروبية، ووقف تأثيرها المدمر عليها ".
وأضاف الشهباني في ورقة العمل التي قدمها بعنوان "مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية، ودور الجمعية العربية في التعامل مع المشكلة " أن سوء استخدام أدوية المضادات سيبقى مشكلة علمية وسلوكية متعددة الجوانب وعالمية الانتشار "، مشيرًا إلى أنه ليس هناك حالياً خيار عملي سوى تركيز الاهتمام على توسيع معرفة جميع الأطباء والمختصين باستعمالات المضادات الميكروبية الصحيحة، وترشيد استهلاكها، وزيادة الوعي لدى عامة الناس بخطورة استخدام المضادات الميكروبية من دون وصفة طبية.
