ليبيا: المراوحة في مصلحة من

تم نشره الأربعاء 25 أيّار / مايو 2011 12:29 صباحاً
ليبيا: المراوحة في مصلحة من
عريب الرنتاوي

 لماذا تأخر حسم المعركة ضد العقيد الليبي معمر القذافي؟!

ولماذا تبدو قوات «النيتو» والدول العظمى وبعض الدول العربية، غير قادرة على إحداث الاختراق الميداني على الأرض؟!

هل القذافي محصّن إلى هذا الحد؟!

هل لديه قاعدة دعم شعبية تدعم قواته المسلحة ومرتزقته؟!

هل الغرب متردد في اللجوء إلى استخدام القوة المفرطة؟!

وما أسباب هذا التردد؟!

هل نحن أمام «لعبة قذرة» يجري تمريرها تحت ستار كثيف من المراوحة والتردد في الحسم؟!

من له مصلحة في إدامة المعركة؟!

وما هذه المصلحة/ المصالح على وجه الخصوص؟!

أسئلة وتساؤلات، لم تفارقنا يوماً، منذ أن دخلت المعارضة الليبية في معارك «كر وفر» مع قوات العقيد، ومنذ بدا أن حسم الحرب على القذافي، قد يحتاج لأشهر عديدة، وأن كلف مادية وبشرية هائلة ستدفع قبل أن نرى رأسه وقد تدحرج بين أقدام المواطنين في الساحة الخضراء.

لست «جنرالاً» و لا «خبيرا عسكريا»... لكنني أعرف أن ألف باء العسكرية يقضيان بضرورة استهداف مراكز القيادة والسيطرة والتحكم والاتصالات لدى الخصم، بحيث تُشل قدرته على تحريك قواته وتنظيمها وتجميعها وإعادة انتشارها وتحديد أولوياتها الميدانية... كما أن ألف باء العلوم العسكرية، يقضيان باستهداف الآلة الدعائية والإعلامية للخصم، بحيث يفقد قدرته على الكذب والتضليل وكسب التأييد وإرباك الأعداء.

حتى الآن، لم يتعرض القذافي لأي من هذا وذاك...لا تزال مراكز القيادة والسيطرة والتحكم تعمل كالمعتاد...شبكة اتصالاته المعلنة والسرية لم يمسسها ضرر، بل العكس نجحت قواته في تجريد الثوار من قدرتهم على الاتصال... ما زال الرجل يتوافر على آلته الإعلامية والدعائية، وبكامل طاقتها، حتى التشويش الذي مارسته أنظمة عربية ضد بعض المحطات الفضائية، لم يعاني منه فريق القذافي.

لكأننا ببعض الدوائر الغربية، فرنسا، إيطاليا وبريطانيا، على نحو خاص، لا تريد للمعركة مع القذافي أن تحسم، أو لا تريدها أن تحسم سريعاً...لكأنني بهؤلاء يريدون إطالة أمد الأزمة، بدل اختصار المعاناة التي يدفع ثمنها يوميا الشعب الليبي من حيوات أبنائه وقوتهم ومن اقتصاد وطنه وبناه الأساسيه.

إن صحت فرضية المماطلة والتسويف فإن السؤال الذي يطرح نفسه تلقائيا هو: ما المصلحة في ذلك كله...؟!

هنا سنضطر للأخذ ببعض ما يقوله أصدقاؤنا الليبيون من خارج دوائر النظام، بل ومن خصومه ومعارضيه، حيث يقولون:

ثمة سببان وراء المماطلة في الحسم، الممنهجة والمنظمة والمقصودة وفقاً لهم، الأول، تكتيكي، ومختصره أن هذه الدوائر تريد أن تضمن قبل «صمت المدافع» مباشر وتكتيكي، ويتمثل في حصول هذه الأطراف على النفط الليبي عالي الجودة، بأسعار تفضيلية تحت حجج وذرائع شتى... والثاني، متوسط المدى وبعيده، ومؤداه أن هذه الأطراف تريد أن تستحصل من مجلس الحكم الانتقالي على ما تريد من اتفاقيات أو مشاريع اتفاقيات، أو وعود باتفاقيات، تتعلق بالنفط والتسلح وإعادة الإعمار، فطالما أن شبح القذافي ما زال يخيم على بنغازي، فإن القيادة الانتقالية لليبيا، ستكون أكثر ميلاً واستعداد لقطع الوعود والتعهدات السخية.

حتى أن بعض الخبثاء من أنصار الضربات الجوية -نحن بالمناسبة من أنصار الضربات الجوية الماحقة- قال لي انظر في نوعية الأهداف التي تختارها الطائرات الغربية، إنهم يدمرون سفناً في عرض البحر ومنشآت نفطية وبنى اساسية، لا قيمة لها في سياق الصراع الميداني مع القذافي والحرب عليه، بيد أنها سترفع بكل تأكيد، فاتورة إعادة الإعمار...التي ستجبيها ذات يوم، شركات هذه الدول العابرة للقارات من خيرات ليبيا وقوت أبنائها.

مؤسف أن إسقاط القذافي ليس متاحاً دون تدخل دولي... مؤسف أن يكون مصير الثورة والثوار قد اعتمد على «الدعم الخارجي» الذي لا غنى عنه في الحالة الليبية... ومؤسف أن هذا «الخارج» محكوم بعقلية «البزنس» حتى وهو يتدخل بحجة حماية المدنيين زمن الحرب، ووقف جرائم القذافي ضد الإنسانية

أخشى ما أخشاه أن يستمر الحال على هذا المنوال، إلى أن تتبلور قوة ضغط داخل مجتمعات الدول المشاركة في عمليات «النيتو» تريد وضع حد سريع للأعمال الحربية والقتالية، عندها، وربما عندها فقط، سنكتشف أن إسقاط رأس القذافي عن كتفيه، لا يحتاج لكل هذا الوقت والعناء ( الدستور )
 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات