البعث السوري والاخوان المسلمون

تم نشره الخميس 26 أيّار / مايو 2011 12:04 صباحاً
البعث السوري والاخوان المسلمون
موفق محادين

صعد حزب البعث والاخوان المسلمون معا الى مسرح الاحداث في سورية في خمسينيات القرن العشرين .. ، وقبل ان يسيطر البعث على السلطة بانقلاب عسكري 1963 ، تقدم على جماعة الاخوان المسلمين بالانتخابات البرلمانية في تلك الفترة ...

ولم تكن العلاقة حسنة بين الطرفين حتى عندما كان الجناح "المعتدل" وممثلهُ في السلطة الضابط السني امين الحافظ ممسكا بالسلطة حيث كان اول من اقدم على قصف حماه واصطدم مع الاخوان المسلمين ...

ولم تتحسن هذه العلاقة إلا مع سيطرة الضابط العلوي القوي في وزارة الدفاع "حافظ الاسد" على السلطة عام 1970 وكان الاخوان وغرفة تجارة دمشق من اشد مؤيديه ضد الجناح اليساري السابق بزعامة الدكاترة الثلاثة "اثنان منهم من اهل السنة" رئيس الجمهورية نور الدين الأتاسي ورئيس الحكومة يوسف زعين ...."

لكن شهر العسل بين الاسد والاخوان لم يستمر طويلا فانفجر الصراع بين الطرفين, في مطلع الثمانينيات من القرن الماضي وسط اتهامات الاخوان للنظام بالطائفية, واتهامات النظام لهم بتنفيذ اجندة اقليمية ودولية للتغطية على اتفاقيات كامب دي يد واستهدافات العدوان الصهيوني على لبنان 1982 ومشروع ريغان ومبادرة فاس الاولى للتسوية كما اتهمهم النظام بتلقي دعم بالاسلحة والاموال من القاهرة وبغداد وحزب الكتائب واوساط نفطية وعربية مجاورة ...

وبعد ان تمكن الاسد من تجاوز تلك الفترة عبر صدامات مسلحة تبادل الطرفان فيها استخدام العنف "حماة وتدمر مقابل حادثة مدرسة المدفعية" .. راح يبحث عن مجالات ودوائر سنية اخرى, منها توسيع نفوذ اهالي درعا وحوران في الاجهزة الامنية, ومنها توسيع نفوذ جماعات اسلامية جديدة برعاية كفتارو والبوطي وشيوخ اكراد آخرين, وكذلك حركة الاحباش, اضافة لما عرف بالمرسوم رقم (10) لصالح غرفة تجارة دمشق ...

في ضوء هذا التاريخ, ثمة ضرورة لاستعادة مناخات المصالحة السياسية مع جماعة الاخوان, بالدرجة الاولى ثم الحديث عن أي اصلاحات اخرى. ذلك ان جماعة الاخوان تشكل غطاء سياسيا مهما لاعتبارات داخلية وخارجية, داخلية بالنظر الى الخارطة الاجتماعية المعروفة في سورية, وخارجية بالنظر للمشهد الاقليمي الذي يتشكل في كل المنطقة ويلعب الاسلاميون والاتراك فيه دورا مهما لا فائدة من إنكاره... ( العرب اليوم )

 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات