لا خير في علم أو " كرتونة " لا تنفع أصاحبها ..؟
منذ أكثر من عشرة أعوام بدأ عدد الجامعات في الأردن يزداد بشكل مضطرد ، فبعد أن كان عدد الجامعات الرسمية اثنتين أصبح لدينا الآن والحمدلله العشرات من الجامعات الرسمية والخاصة .. اضافة الى العديد من الكليات الجامعية والمتوسطة والمعاهد الفنية والثقافية المختلفة .. وأعتقد أن هناك المزيد من الجامعات الإستثمارية " الخاصة " قيد الإنشاء ..
إن هذا التطور الكبير في حجم التعليم العالي في الأردن ، أفرز مجموعة من الظواهر التي تستدعي التوقف عندها كثيرا ، فمن الناحية الإيجابية أصبح المجال مفتوحا أمام الطلبة ، لإختيار نوعية التعليم وأسلوبه وكيفيته إضافة الى أن التعليم أصبح تجارة يمكن استغلالها ، لرفد الإقتصاد الوطني من خلال إقبال الطلبة من الدول الشقيقة والصديقة على الدراسة في جامعاتنا ،، إلا أن الظواهر السلبية أكثر تاثيرا من غيرها ،، ويتمثل ذلك في أن هذه الجامعات أصبحت مدارس تخرج العاطلين عن العمل ، بسبب ارتفاع عدد الخريجين ضمن تخصصات " متخمة " ، أصبحت حاجة الوطن لها غير ضرورية ..
ما دامت هذه الجامعات تزيد من حجم البطالة ، ولا تؤدي الأهداف المنشودة منها " خاصة للأردني بالذات " ؛ فإنني ضد التوسع في التعليم الجامعي ، ولست مع الترخيص للمزيد من المؤسسات الجامعية في الأردن ، وتخصيص الجامعات الأهلية لأغراض تجارية ، يتم فيها استقبال الطلبة الوافدين للدراسة فيها ..
إن المجتمع الأردني أصبح الآن يعاني من مشاكل عديدة تتمثل في البطالة والفقر والجوع .. كيف يمكن أن تؤول به الأمور بعد أن يزداد فيه الخريجين الجامعيين العاطلين عن العمل والمراهقين الذين أصبحت تعاني أسرهم من الاكتئاب والقلق النفسي ، فهناك الكثير من العاطلين عن العمل من هؤلاء الخريجين الذين يتنظرون حظهم العاثر بفرصة عمل من خلال ديوان الخدمة المدنية من أجل الحصول فقط على لقمة عيش كريمة .. مع أنني أدرك أن هناك العديد من الطلبه الجامعيين هدفهم الوحيد هو الحصول على ( الكرتونة الجامعية ).. التي تخلو من الفكر والعلم ..
أخيراً .. كم أتمنى أن يفرح الجميع بالحصول على لقمة الخبز التي تحميهم من القهر الجوع والإنحراف قبل أن يحصلوا على مقعد جامعي يرهقهم ويرهق ذويهم بالآف الدنانير ... ولا خير في علم أو "كرتونة " لا تنفع أصاحبها ..
العرب اليوم
Email:muntheralawneh4@hotmail.com