عشرة آلاف سلاح ذري

عندما كانت الحرب الباردة بين المعسكرين الغربي والشرقي على أشدها ، كان يقال أن أميركا أقوى من الاتحاد السوفييتي لأنها تملك من الأسلحة الذرية ما يكفي لتدمير العالم عشر مرات ، في حين لا يستطيع الاتحاد السوفييتي أن يدمر العالم أكثر من ثماني مرات!.
في حينه كان النادي النووي يقتصر على الدول الخمس العظمى الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن الدولي ، ومع أن هناك معاهدة لمنع انتشار السلاح النووي ، فقد ثبت أن النادي النووي في حالة توسع ، فقد انضمت إليه في وقت واحد تقريباً الهند والباكستان وحصلتا على شرعية الأمر الواقع.
أما إسرائيل فما زالت حتى اليوم تلزم الصمت تجاه امتلاكها للسلاح الذري ، فهي لا تؤكد ولا تنفي ، ولكن الأمر أصبح مفروغاً منه ، وبقاؤه مكتوماً من ناحية شكلية يشكل اعترافاً بأنه سلاح غير مشروع.
إلى جانب إسرائيل هناك دولتان تملكان برنامجاً نووياً في مراحل تطور متفاوتة ، هما كوريا الشمالية وإيران. وإذا نجحتا في صنع القنبلة فسوف يرتفع عدد أعضاء النادي النووي إلى عشر دول.
تقول التقارير أن روسيا تملك أكبر ترسانة من القنابل الذرية يناهز عددها خمسة آلاف ، تليها أميركا أربعة آلاف ، بريطانيا 195 ، فرنسا 290 ، الصين 40 ، إسرائيل 80 ، الهند 150 ، والباكستان 200 قنبلة نووية.
الدول العربية وقعت اتفاقية منع انتشار الأسلحة الذرية بالرغم من عدم الاستجابة لمطالبها بإلزام إسرائيل بتوقيع الاتفاقية ، أو إعلان الشرق الأوسط منطقة خالية من السلاح الذري.
إسرائيل لا تكتفي بامتلاك قنابل ذرية بل تريد منع غيرها من امتلاك القنبلة ، وتهدد بالتدخل بالقوة ، كما فعلت تجاه المشروع النووي العراقي قبل 30 عاماً وكما تهدد بضرب إيران حالما تقترب من صنع القنبلة.
فيما عدا القنبلتين اللتين ألقتهما أميركا على مدينتين يابانيتين في المراحل الأخيرة من الحرب العالمية الثانية ، فإن السلاح الذري لم يستعمل في النزاعات المسلحة فهو سلاح ردع ، الهدف منه منع العدو من استعماله خوفاً من الرد.
مع ذلك فإن السلاح الذري يمكن أن ينطلق عن طريق الخطأ ، مما يؤدي إلى كارثة عالمية. يبقى السؤال: إلى متى يقبل العرب انفراد إسرائيل بامتلاك السلاح الذري؟. ( الراي )