جامعة البترا و "مبادرة مدرستي " وخدمة المجتمع المحلي

المدينة نيوز 0 بمبادرة من جلالة الملكة رانيا العبدالله، يلتقي شركاء من القطاع العام والخاص ومنظمات المجتمع المدني وبالتعاون مع وزارة التربية والتعليم في مبادرة تعليمية وطنية لتأهيل المدارس الحكومية التي هي في أمس الحاجة للرعاية، في "مبادرة مدرستي " بهدف إثراء البيئة التعليمية وتعزيز فرص المدارس والتركيز على الحاجة الماسة لها وتطوير أدوات وبيئة التعلم في جميع أنحاء المملكة.
وبذلك أضاءت جلالة الملكة رانيا العبدالله، شموع الفرح والأمل في نفوس الآلاف من التلاميذ الذين تعاني مدارسهم وبيئتهم التعليمية من أوضاع تحتاج للتغيير إلى الأفضل.
وجامعة البترا " حاضنة المعرفة " وهي تسعى لأداء دورها المطلوب فإنها ترى أن الانخراط بالتغيير نحو الأفضل بات مطلبا ملحا للنهوض بمستوى أبنائنا والارتقاء بهم إلى درجات متقدمة من المعرفة لخلق نشأ فاعل، ينهض بوطننا.
وتحقيقا لرؤى المبادرة فقد وضعت جامعة البترا كل إمكانياتها لتنفيذ برامج توعية وتثقيف لأبنائنا الطلبة، بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم، عبر نهج تشاركي بين القطاعين العام والخاص، ومؤسسات المجتمع المدني.
ولما رأت الجامعة ومن خلال تفاعلها مع المجتمع المحلي أن هناك صعوبة في التطبيق العملي للمعلومات النظرية الواردة في الكتب المقررة في المدارس ومنها مادة الكيمياء، إما لعدم توفر مختبرات كيمياء من الأساس، أو لصعوبة الحصول على المواد الكيميائية اللازمة لإجراء التجارب، وأن طلبة المدارس الثانوية يدخلون الجامعة وهم يفتقرون إلى أساسيات العمل المخبري، ولم يشاهدوا أو يستخدموا الأدوات المخبرية على الطبيعة، حيث يكتفي مدرسوهم بشرح مشاهدات التجارب لهم بشكل نظري بحت ومن من خلال صفحات الكتب المقررة، فقد قامت الجامعة بالتنسيق مع المدارس الثانوية التابعة لمبادرة مدرستي، في محافظة العاصمة والزرقاء والسلط بتنظيم برنامج زيارات علمية لطلبة الصفين الأول والثاني الثانوي إلى مختبرات قسم الكيمياء في جامعة البترا خلال ساعات الدوام الصباحي.
وقد أوضح الدكتور نبيل الدريني رئيس قسم الكيمياء في الجامعة أن القسم قد أعد كل المستلزمات التي يتطلبها إجراء تلك التجارب بما في ذلك معدات الوقاية والسلامة لأبنائنا الطلبة من معاطف مختبر وكمامات ونظارات واقية بالإضافة إلى القفازات لضمان أمن وسلمة أبنائنا الطلبة الذين نحرص عليهم أشد الحرص.
وبينت السيدة ليلى قدورة أستاذة الكيمياء في كلية الآداب والعلوم في الجامعة، والمشرفة على تنفيذ هذا المشروع أن الجامعة قد استقبلت 14 مدرسة ثانوية خلال الفصل الدراسي الحالي حتى الآن وسوف تستقبل باقي المدارس التابعة لمبادرة "مدرستي " في الأسابيع القادمة، حيث يتم بإشراف أساتذة القسم، تطبيق بعض التجارب العملية الموضوعة في مناهج التربية بشكل يخدم استيعاب مقررات الكيمياء في الصفين المذكورين، وذلك بمساعدة مشرفي المختبرات وعدد من طلبة الكيمياء المتطوعين في البرنامج بما ينعكس ايجابا على فئة الشباب من أبناء المجتمع، ويسهم في تحسين بيئتهم التعليمية. كما أوضحت أن التجارب يقوم بها الطلبة أنفسهم تحت إشراف الكادر التدريسي مما يكسب المادة تشويقا ومتعة.
وبعد انتهائهم من المعمل يقوم موظف من العلاقات العامة بعمل جولة قصيرة لهم في الجامعة، لتحفيزهم على بذل الجهود للنجاح والالتحاق بالدراسة الجامعية، أسوة بالطلبة الذين سيلتقونهم خلال جولاتهم. وتكون خاتمة جولاتهم في كافتيريا الجامعة، ليقدم لهم فيها وجبة غداء، وتوزع عليهم هدايا مقدمة من الجامعة.
وبينت السيدة قدورة، أن الجامعة تحقق بذلك هدفا رئيسيا من أهدافها في خدمة المجتمع، وهو تعميق الإحساس بالمسؤولية والانتماء للوطن وتعزيز مفهوم العمل التطوعي وتنمية قدرات طلبة المدارس، وفتح آفاق جديدة أمامهم، وتوفير فرص جديدة للاستكشاف والتعلم، وتثبيت المعلومات في تلك المواد. وأن الأثر الإيجابي الذي تتلقاه الجامعة من هؤلاء الطلبة في نهاية زيارتهم يحفز القسم لبذل المزيد من الجهود لإنجاح هذا المشروع، خاصة أنه يدعم بعض المدارس الحكومية التي تعاني من قلة الموارد.
جهد جديد يقوم به قسم الكيمياء في جامعة البترا - وأعضاؤه وهم جميعا أعضاء في الجمعية الكيميائية الأردنية- يقومون من خلاله بخدمة أهداف المبادرة وتطبيق رسالة الجامعة في خدمة المجتمع المحلي ويحققون به شراكة حقيقية مع وزارة التربية والتعليم وقطاعات التعليم الأخرى وهم يوطدون التعاون مع هذه المدارس إسهاما منهم في تجاوز العقبات التي تؤثر سلبا على تدريس المواد العلمية، وتؤدي إلى تدني استيعاب الطلبة الذين يلجؤون عادة للحفظ بدلا من إجراء التجربة فعليا، ومشاهدة ما يحدث، وعندها تلتصق هذه المشاهدات بالذاكرة فلا تنسى أبدا.