الاردن يشارك دول العالم غدا الاحتفال باليوم العالمي لمكافحة عمل الاطفال

المدينة نيوز- يشارك الاردن دول العالم غدا الاحد الاحتفال باليوم العالمي لمكافحة عمل الاطفال الذي يوافق للثاني عشر من حزيران من كل عام .

اتفاقية حقوق الطفل التي أصدرتها الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1989 عرّفت الطفل بانه كل إنسان لم يتجاوز الثامنة عشرة من عمره .

ان عمل الاطفال مشكلة معقدة وليس هناك تعريف موحد متفق عليه عالميا , ويمكن تعريف عمل الأطفال بأنه كل جهد جسدي يقوم به الطفل ويؤثر على صحته الجسدية أو النفسية أو العقلية ويتعارض مع تعليمه الأساسي.

وكانت دائرة الاحصاءات العامة نفذت بالتعاون مع منظمة العمل الدولية خلال الفترة بين الاول من كانون الاول العام 2007 والخامس عشر من كانون الثاني من العام 2008 مسحا يتعلق بعمالة الاطفال في المملكة على عينة من الاسر شملت 15176 اسرة .

وبينت نتائج المسح ان عدد الاطفال العاملين من الفئة العمرية 5 الى 17 سنة بلغ 32676 , استحوذت محافظة العاصمة على 4ر32 بالمئة من عدد الاطفال العاملين ,وشكل الاطفال الاردنيون الغالبية من هؤلاء الاطفال حيث بلغت نسبتهم 91 بالمئة من مجموع الاطفال العاملين .

وبينت النتائج كذلك ان 36 بالمئة من الاطفال في الفئة العمرية 5 - 17 سنة يعملون في نشاط اصلاح المركبات وحوالي 27 بالمئة في الزراعة والصيد وكانت ادنى النسب للعاملين في نشاط الفنادق والمطاعم حوالي 4 بالمئة ، وشكلت الفئة العمرية من 12-17 سنة الغالبية العظمى من الاطفال العاملين حيث بلغت حوالي 90 بالمئة من مجموع الاطفال العاملين في العمر 5 - 17 سنة .

واوضحت ان متوسط ساعات العمل للاطفال العاملين بلغت 42 ساعة في الاسبوع في حين اظهرت ان متوسط الدخل الشهري للطفل العامل لا يزيد عن 81 دينارا شهريا للفئة العمرية 5 - 17 سنة.

رئيسة قسم عمل الاطفال في وزارة العمل شرين الطيب قالت ان الوزارة عملت بالتعاون مع عدد من الوزارات والمؤسسات ذات العلاقة على اعداد الاطار الوطني للحد من عمالة الاطفال والتنسيق مع مؤسسات المجتمع المدني ومركز الدعم الاجتماعي لتحويل الاطفال العاملين المضبوطين بهدف اعادة تأهيلهم .

وبينت لوكالة الانباء الاردنية ( بترا ) ان القسم ضبط 435 طفلا اردنيا و7 اطفال من غير الاردنيين منذ بداية العام الحالي وحتى نهاية ايار الماضي مشيرة الى انه تم تحويل 18 منهم الى مركز الدعم الاجتماعي . وقالت ان القسم يتعاون مع العديد من الجهات المعنية من بينها مؤسسة نهر الاردن عن طريق وحدة الدعم الاسري لتقديم الدعم والمشورة للأطفال وأسرهم وتهيئة البيئة الصحية لنمو الاطفال الجسدي والعقلي والنفسي والاجتماعي .

واضافت ان مركز الدعم الاجتماعي الذي تم انشاؤه العام 2008 بموجب اتفاقية بين وزارة العمل والصندوق الاردني الهاشمي للتنمية البشرية يقدم خدمات تعليمية واجتماعية للاطفال لاعادة دمج وتأهيل الاطفال المنتفعين من خلال برامج التعليم النظامي وغير النظامي والتدريب المهني.

واشارت الطيب الى انه تم توقيع اتفاقية بين الوزارة والمجلس الوطني لشؤون الأسرة بحيث يعمل المجلس مع الوزارة كشريك أساسي ضمن مشروع الحد من عمل الأطفال وبدعم من مؤسسة الإسكان والتعاون الدولي ووزارة العمل الاميركية.

وقالت انه تم إعداد الإطار الوطني لعمل الاطفال والمساهمة في إعداد الدراسات الخاصة بعملهم حيث شارك عدد من مفتشي العمل بإعداد دراسة الآثار النفسية والاجتماعية والصحية على الأطفال العاملين .

امين عام المجلس الوطني لشؤون الاسرة بالوكالة محمد مقدادي اشار الى ان المجلس ينفذ حاليا مشروع مكافحة عمل الاطفال عبر التعليم بالتعاون مع مؤسسة (سي اتش اف) الدولية ومؤسسة (كويست سكوب) للتنمية الاجتماعية ووزارة العمل بهدف الحد من عمالة الاطفال في المملكة .

وقال ان المجلس كمؤسسة فكرية لرسم السياسات الوطنية ملتزمة بتطوير وتعديل السياسات والتشريعات المتعلقة بالاسرة يعمل ضمن مكون تعزيز السياسات وقدرات المؤسسات الوطنية والرسمية ذات العلاقة بعمل الاطفال اضافة الى دعم البحوث وجمع البيانات العلمية الموثقة ضمن عدة انشطة ابرزها تحليل التشريعات الحالية الخاصة بعمل الاطفال والتوصية بتعديلها تمشيا مع الاتفاقيات الدولية التي تنظم عمل الاطفال والتي يلتزم الاردن بتنفيذها .

واشار مقدادي الى ان المجلس عمل على اعداد الدراسة التحليلية للنصوص التشريعية المتعلقة بعمل الاطفال , وتحديث قرار حول اسوأ اشكال عمل الاطفال في المملكة ليتماشى مع القرارات الدولية بالتعاون مع وزارة العمل .

وقال انه تم إعادة تشكيل اللجنة الوطنية لعمل الأطفال برئاسة وزارة العمل لتكون منبر الحوار الوطني لقضايا عمل الأطفال، والمحرك الرئيسي لصياغة السياسات وتعديل التشريعات والدفع بها قدماً.

واضاف ان المجلس يعمل على إنشاء آلية مؤسسية وطنية للتنسيق بين الشركاء لضمان توفير خدمات ذات نوعية جيدة وشاملة من خلال إنشاء إطار وطني لعمل الأطفال ليكون المرجعية للعاملين في هذا المجال , ويحدد الأدوار والمسؤوليات لجميع المؤسسات العاملة في هذا المجال وآليات الاستجابة والتحويل بهدف حماية الطفل من الوقوع في الاستغلال العمالي .

واوضح ان المجلس شكل اللجنة الاستشارية لعمل الأطفال على مستوى الجامعات تضم نخبة من الأكاديميين لتقديم المشورة العلمية بشأن أولويات البحث في هذا المجال بهدف صياغة سياسات فعالة وجمع معلومات علمية دقيقة حول عمل الأطفال في المملكة تسهم في فهم هذه الظاهرة.

مسؤولة الاعلام والاتصال في مؤسسة (سي اتش اف) غادة عمار تحدثت عن برنامج مكافحة عمالة الاطفال عبر التعليم الممول من وزارة العمل الاميركية وقالت انه برنامج يعمل على مساعدة الاطفال العاملين من خلال سحبهم من سوق العمل وتحسين فرص حصولهم على التعليم المناسب والتوعية باهمية التعليم لضمان مستقبل افضل لهم ولمجتمعاتهم ومكافحة تشغيلهم وتنبيه الاهل والمعنيين بخطورة استغلال الاطفال في العمل الذي سيؤثر على صحتهم ونفسيتهم ومستقبلهم .

واضافت ان البرنامج بدأ عمله في العام 2008 ويقوم بادارته والاشراف على تنفيذه مؤسسة سي اتش اف الدولية بالشراكة مع المجلس الوطني لشؤون الاسرة ومؤسسة كويست سكوب للتنمية الاجتماعية في الشرق الاوسط وبالتعاون مع وزارتي العمل والتربية والتعليم ولمدة اربع سنوات .

واشارت عمار الى ان العمل يتم وفقا لعدة محاور تبدأ باكتشاف حالات الاطفال العاملين من خلال مفتشي البرنامج ومن ثم احالة تلك الحالات الى الخدمات التعليمية المناسبة التي تقدم في مراكز التعليم غير النظامي والتعليم غير الرسمي والتدريب المهني اضافة الى تحويل بعض الحالات للخدمات الاضافية التي تقدم من قبل المؤسسات الرسمية والاهلية .

واشارت الى ان المحور التالي يركز على مراجعة الانظمة والقوانين ذات العلاقة بعمالة الاطفال وتحليلها والتوصية بالتعديلات المناسبة بالاضافة الى العمل لبناء سياسة وطنية للحد من عمالة الاطفال من خلال بناء الاطار الوطني لمكافحة عمالة الاطفال وتقييم مدى مواءمة الدراسات المتعلقة بعمالتهم وانطباقها مع طبيعة الحالات المنتشرة في مجتمعنا المحلي .

وقالت انه تم صياغة الاطار الوطني مع جميع الشركاء ذوي العلاقة وتجربته ميدانيا وهو الان في المرحلة النهائية ليتم عرضه على اللجنة الوطنية لمكافحة عمالة الاطفال .

كما تم سحب حوالي 1100طفل بشكل كلي من سوق العمل وتهيئة اكثر من 1400 اخرين للسحب اضافة الى وقاية ما يزيد على 4000 طفل من الانخراط في العمالة .

وكانت منظمة العمل الدولية اطلقت اليوم العالمي لمكافحة عمل الأطفال في العام 2002 لتركيز الاهتمام على مدى إنتشار ظاهرة عمل الأطفال في العالم، والعمل على بذل الجهود اللازمة للقضاء على هذه الظاهرة . ( بترا )