قتل الاب وفوضى الام عربياً

تم نشره الثلاثاء 14 حزيران / يونيو 2011 12:28 صباحاً
قتل الاب وفوضى الام عربياً
موفق محادين

ساحاول في هذه المغامرة العقلية ان اقارب الثورات العربية بقراءات سيكولوجية وانثروبولوجية (مفرطة) انطلاقا من غياب الاندماج المدني وعدم انجاز العرب لثوراتهم البرجوازية الديمقراطية وانهم اقرب الى حالة الاهالي والجمهور والسلطة البطركية والقبائل والغنائم منهم الى حالة الشعب والمواطنة ودولة العقد الاجتماعي... مما ترتب عليه غياب الشخصية المستقلة للفرد - الانسان لصالح استمرار شخصية الكائن الجمعي ما قبل الرأسمالي وليس الاجتماعي (الرأسمالي) وذلك ان الشخصية المستقلة ارتبطت بتحرير الافراد من انماط الانتاج الاقطاعية والجمعية البدائية لصالح انماط انتاج صناعية لا مكان فيها للكائن الجمعي.

وبهذا المعنى تأخذنا المقاربة السيكولوجية والانثروبولوجية الى الملاحظات التالية:

1- ان الشارع العربي عموما هو القاعدة الاجتماعية للنظام الرسمي نفسه, هو مجموع الابناء للاباء المتنفذين, لسلطة الدولة, او الحزب او النقابة او العشيرة او الطائفة او الجماعة.. الخ وللدكتور عبدالرحيم ملحس دراسة مهمة حول هذا الموضوع وعندما كانت هناك بعض الوفرة في الموارد كان الوضع معقولا ومع نضوبها شيئا فشيئا, بدأت بوادر التمرد تلوح ضد هؤلاء الاباء.

وتساعدنا دراسة فرويد (الطوطم والتابو) في اكتشاف وتتبع هذا التمرد الذي يصل حد القتل لاسباب تبدو غير مرئية (اوديب) او لاسباب واضحة كما في المسرحية الاغريقية انتيغونا (تمرد هامون على كريون) وكما في رواية دوستويفسكي الاخوة كاراما زوف (رغبة الابن بقتل الاب) ويلاحظ في كل ذلك وجود ابن آخر مهمش مضطرب بين المشاركة في قتل الاب او الدفاع عنه ومثل ذلك ظاهرة (المعذبين في الارض) عند فانون والانسان ذو البعد الواحد عند هربرت ماركوز وكذلك سكان العشوائيات ومدن التنك وقاع المدينة والبلطجية.. الخ.

2- مقابل ذلك, فان الظاهرة المذكورة مفتوحة على اكثر من احتمال, فمن اعادة انتاج سلطة الاب والندم الرمزي ما ان يصبح الابن ابا جديدا الى الاحالة على اب من الماضي (السلفية) الى الاحالة على اب مستورد كما هو حال الثورات البرتقالية وفلاسفتها (جين شارب وبيتر اكرمان) الى الازاحة السلبية (النكوص) الى الازاحة الامومية (فوضى السلطة) كما يعبر عنها مفكران يساريان, هما سوريل (استبدال الدولة والحزب وكل مركزية ايديولوجية بطركية بالنقابات الثورية) وباكونين مؤسس الفوضوية..

3- الى ذلك, ثمة مقاربة ثالثة لا تحيل الى الندم واعادة انتاج صورة الاب او الاندماج فيها عبر طقوس دورية ولا تحيل الى فوضى الام البدائية ولا الى البحث عن اباء مستوردين او من الماضي.. وهي مقاربة التحرر تماما من ثقافة الاستلاب والاسقاط والازاحة والاحالة الى زعيم مبجل طافح بالعطايا والهزائم المجيدة. ( العرب اليوم )

 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات