الكتابة السياسية ليست "صف كلام" فقط!

تم نشره السبت 03rd نيسان / أبريل 2021 12:43 صباحاً
الكتابة السياسية ليست "صف كلام" فقط!
علي سعادة

كتب جورج أورويل صاحب روايتي "مزرعة الحيوانات" و"1984" في مقالة له عام 1946 "أن الكتابة السياسية يجب أن تتطلع إلى بلوغ مرتبة الفن، بقابلية سحرية للقراءة".
ونظرا إلى أن الكاتب السياسي كان يكتب في قضايا مباشرة لا تحتمل التأويل أو السجع والجناس والطباق والبيان، وكان الهدف منها الدفاع عن سياسات معينة أو نقد وتفنيد سياسات أخرى، أو توضيح موقف أو تصريح معين، لم يكن يهتم عدد كبير من الكتاب في هذا المجال بالجانب الفني في المقال أو العمود السياسي الذي كانوا يكتبونه.
وكثير من هؤلاء الكتاب لم تلصق أسماؤهم بذهن وعقل وقلب القارئ، سواء أتفق أم اختلف معهم فيما احتواه مقالهم من مواقف وأراء، ومرد هذه النسيان السريع لهؤلاء الكتاب هو افتقارهم أثناء كتابة المقال للغة الأدبية وللبيان، فتحول مداد أقلامهم إلى مادة جافة لا تتضمن معلومات وأرقام موثقة ودقيقة، وكتبت مقالاتهم بلغة غير متأنية وثقافة ضحلة وبعيدا عن الموضوعية والنزاهة.
العمود أو المقال الصحافي هو أحد فنون الكتابة وينبغي لمن يتصدى لها أن يكون ملما بالنحو والبلاغة وفنون الكلام وتراكيب الجمل، وأن يكون مثقفا وقارئا نهما لجميع أنواع الكتب والصحف والدوريات، ومن شأن ذلك أن يطور من مفرداته اللغوية ويغنيها ويزيد من ثرائها، ويفتح أمامه الباب للخوض في أفكار جديدة ومبتكرة.
الكاتب السياسي الذي يتحول إلى بوق للسلطة، أو يكتب بناء على التوجيهات والطلبات والأوامر، لا يشكل أية قيمة ثقافية أو إعلامية أو إنسانية، لأنه حول قلمه وفكره وقدرته على الكتابة والإبداع إلى نوع من الارتزاق و"الفهلوة".
وبالتأكيد سيكتشف القارئ الذكي هذا النوع من "المرتزقة" بكل سهول ويسر، فلا يعود يحترمه، أو يحترم المؤسسة الصحافية التي يعمل بها هذا الكاتب.
نعم ينبغي ويجب أن تصل الكتابة السياسية إلى مرتبة الفن، وأن يكون المقال أشبه بقصة قصيرة أو قصيدة شعرية نثرية، لأن من حق القارئ أن يجد متعة في القراءة، وأن يستمتع في التحليل وفي تسلسل الأفكار وحسن تنظيمها.
ومن لا يجد في نفسه القدرة على ذلك عليه على الأقل أن يمسك بالخطوط العريضة والأساسية للغة وأن يكتب شيئا يقبل عليه القارئ دون أن يفقد الحماسة في متابعته وفي احترامه وتصديقه.

السبيل 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات