حلف الفضول وصلح الحديبية

مع انتقال الحركة الاسلامية العربية والعالمية مرحلة او موجة الحضور السلمي والاسلام الليبرالي, ومع تفاهم حركة حماس مع فتح على المصالحة الفلسطينية, من المتوقع ان تطفو على سطح الفقه السياسي الاسلامي حادثتان من التاريخ العربي والاسلامي, هما حلف الفضول وصلح الحديبية.
فأما الاول لتسويغ الحوار والتعاون مع القوى غير الاسلامية من جهة ولتسويغ التعاون بين قوى متناقضة داخل البيت الفلسطيني والعربي.
واما الثاني, صلح الحديبية, لتسويغ او ايجاد مخرج للاعتراف بالعدو الصهيوني عبر هدنة طويلة بديلة لهذا الاعتراف وكذلك لتسويغ العمل السلمي من جهة اخرى.
بالنسبة لحلف الفضول فهو امتداد لحلف سبقه هو حلف المطيبين وفيه تعاهدت عشائر قريش على حماية المظلوم وكان ذلك قبل الاسلام في دار عبدالله بين جدعان وقد حضره الرسول الاعظم وكان فتى في العشرين من عمره وقال فيه (شهدت حلفا ما احب الي به من حمر النعم ولو دعيت له في الاسلام لاجبت).
وحسب الدكتور جورج جبور, فالحلف من اقدم الوثائق الخاصة بحقوق الانسان. وبالنسبة لصلح الحديبية فقد وقعه الرسول باسمه الشخصي مع قريش هذا ما صالح عليه محمد بن عبدالله سهيل بن عمرو .. الخ) مما اثار احتجاج علي بن ابي طالب وعمر بن الخطاب. وقد جرت اكثر من محاولة لعرقله هذا الصلح منها ما عرف بقضية (جندل) كما نعرف ايضا ان الرسول عليه الصلاة والسلام طمأن اصحابه واخبرهم ان سورة الفتح نزلت عليه في طريق العودة الى المدينة التي كانت تبعد عن بئر الحديبية تسع مراحل مقابل مرحلة واحدة كانت تفصل المسلمين عن مكة. ( العرب اليوم )