(محاتفة) في القطاع المصرفي

المدينة نيوز - في الأخبار المالية أن البنك المركزي طلب من البنوك تخفيض ما يعرف بعمولة التسديد المبكر للقروض.
إلى سنوات مضت كانت قروض البنوك للأفراد تعتمد طريقة الفائدة المقتطعة مسبقاً, أي أن المقترض كان يستلم المبلغ المطلوب محسوماً منه كامل قيمة الفائدة, وبالتالي لم يكن هناك معنى للتسديد المبكر. بعد ذلك انتشرت طريقة تسمى الفائدة المتناقصة, بحيث يستلم المقترض المبلغ كاملاً وتحسب الفوائد شهرياً طيلة مدة القرض, وعلى الدوام يرافق المقترض وهو خارج من البنك أمل بأنه سيتمكن من التسديد المبكر بما يخفف الفائدة المستحقة.
نفسياً, تعتبر الطريقة الثانية أفضل بالنسبة للمقترض, فهو من جهة لا يتحمل مرارة التعرف المباشر على قيمة الفائدة ولا يحس بها فوراً كما هي الحال في الاقتطاع المسبق, ومن جهة أخرى فإنه يخرج محملاً بأمل ينبهه إليه موظف البنك بعبارة صارت شهيرة: "كلما تيسر معك مبلغ تسدده فتعفي نفسك من الفائدة, ولا تدفع إلا عمولة التسديد المبكر".
لحظة استلام المبلغ لا يناقش المقترض بفكرة عمولة التسديد المبكر, لأن عيونه تكون "مكسورة" أمام موظفي البنك, فهو في شوق لسماع عبارة: "المبلغ صار في حسابك, من الآن بتقدر تسحب", يحصل عند هذه اللحظة شعور عميق بالبرودة الداخلية اللذيذة قد ترافقها بقايا شكوك تنتهي عند موظف الصندوق.
قد يحصل مع بعض المقترضين أن يتحقق أملهم بتجميع مبلغ, وفي حالات كثيرة يحتاج المقترض لقرض جديد فيكون عليه تسديد القرض الأول, فيتعرض للتنغيص المالي المتمثل بعمولة التسديد المبكر.
البنوك "تحاتف" على القرش, وحسناً يفعل البنك المركزي عندما يحاتفها على النسبة المئوية.(العرب اليوم)