إصـلاح اقتصـادي معكـوس

تم نشره الأربعاء 06 تمّوز / يوليو 2011 01:21 صباحاً
إصـلاح اقتصـادي معكـوس
فهد الفانك

المدينة نيوز - الحديث عن الإصلاح السياسي مفهوم، فالمطلوب نظام ديمقراطي، يأخذ بالتعدديـة وتداول السلطة، وقوانين أحزاب وانتخابات عصرية تستطيع بلورة الإرادة الشعبية، وتعديلات دستورية تلغي معظم التعديلات التراجعية التي أدخلت على الدستور في عهد الأحكام العرفية.

أما الحديث عن الإصلاح الاقتصادي فليس مفهوماً ومحـدداً بهذا الوضوح، فالمعنى المتعارف عليه عالمياً أن الإصلاح الاقتصادي يعني تحرير الأسواق والانفتاح التجاري، والتخاصية والتحول إلى القطاع الخاص، والحد من الدعم الاستهلاكي، وتصغير حجـم الحكومة، وتخفيض العجـز المالي والحد من المديونيـة.

إلى حد ما، فإن هذه المواصفات هي ما أخذ الأردن به مختاراً أو مضطراً بعد الأزمة المالية 1988/1989 ونالت رضى الدائنين والمؤسسات الدولية والمانحين، مما حقق معظم الأهداف المنشودة عندما انتهى في منتصف عام 2004.

بعـد ذلك عادت حليمة لعادتها القديمة، وتورطت الحكومات الأردنية بالمزيد من العجز والمديونية، واستمر تضخم النفقات العامة، وتحولت المديونية من الانخفاض إلى الارتفاع، وهكذا.

ماذا يعني الإصلاح الاقتصادي الآن؟ الحكومات استمرت في النهج الذي قادنا إلى أزمة 1988/1989، واستعملت نفس المبرر، وهو أن المنح الخارجية وراء الباب.

المشكلة الأكبر في إعـداد الرأي العام الذي استطاعت قـوى معينـة أن تشكله ضد الإصلاح الحقيقي، فالرأي العام يأخـذ موقفاً ضـد التخاصية، ويطالب كثيرون بإعادة الشركات إلى حظيرة القطاع العام، ويضغط الرأي العام من أجل تثبيت أسعار المحروقات والمواد الغذائية بصرف النظر عن كلفـة استيراد هذه المواد، كما يطالب الحكومة بتوظيف أكبر عدد من الباحثين عن العمل، وقد تعهدت الحكومة فعلاً بتوظيف الآلاف، أي تكبير الجهاز الحكومي المترهل.

الثورات العربية قـد تؤدي إلى بعض التقدم في الميدان السياسي والتحول الديمقراطي، ولكنها تؤدي إلى التأخـر في ميدان الإصلاح الاقتصادي. يكفي القول إن 40% من الاقتصاد المصري بأيدي الدولة، وربعه يعود للقوات المسلحة، التي تعمـل في الصناعة والزراعة والتجارة والاسـتثمار، وتتمتع بامتيازات استثنائية.

في هذه الظروف الشاذة لا مجال للدعوة للإصلاح الاقتصادي، فالطريق غير سالكة. يكفي عـدم التراجع عن الإصلاحات التي تحققت، والتوقف عن الاتجاه بعكس السير.(الرأي)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات