معسكرات الحسين للعمل والبناء 2011

المدينة نيوز - منذ أن تأسس برنامج معسكرات الحسين للعمل والبناء وتعارف عليها الشباب والمجتمع الأردني وعلى فوائد هذه المعسكرات وما تكسبه للشباب من قيم وأخلاقيات وعادات ومعلومات جديدة وتفريغ للشباب عن طاقاتهم وإمكانياتهم وقدراتهم وأيضا تنفيسا لأوقات فراغهم أثناء العطلة الصيفية للمدارس بأعمال تعود بالفائدة على الشاب نفسه وعلى المجتمع والدولة الأردنية ككل ، حيث كانت تلقى معسكرات الحسين للعمل والبناء ردود فعلا متميزة من كافات قطاعات المجتمع ، وتنافس الشباب على الاشتراك بها ، للتعبير عن طاقاتهم ومكنوناتهم بدلا من إشغالها في الشوارع العامة والأماكن غير الآمنة للشباب .
لكن هذا العام أبى المجلس الأعلى للشباب ليغير ماتعارف عليه الشباب وما تعودوه دائما من معسكرات الحسين للعمل والبناء ، وأخص هنا " المعسكرات النهارية " التي يقيمها المجلس الأعلى للشباب داخل مراكز الشباب والشابات التابعة له على امتداد وطننا الحبيب .
أريد في معرض كلامي أن أنوه إلى آلية عمل المعسكرات النهارية وما فرضه المجلس الأعلى للشباب من تعليمات مالية وإدارية أدت إلى هبوط مستوى هذه المعسكرات إلى أدنى المستويات من العمل والانجاز .
ورد في التعليمات شعار معسكرات الحسين للعمل والبناء " حملة شباب من أجل الوطن ( 3 ) العمل التطوعي " ، يكون المعسكر النهاري لمدة ثلاثة أيام ولكل مركز من المراكز ثلاث معسكرات نهارية ، وأن يكون المعسكر داخل المركز وما يحيط به من أماكن ولا يسمح بصرف بدل مواصلات ( أجور نقل ) لخروج أعضاء المراكز الشبابية إلى المناطق التي تحتاج إلى القيام بأعمال تطوعية .
في السنوات السابقة كان يخرج أعضاء المراكز إلى الشوارع والأماكن العامة والمواقع السياحية ويقومون بتنظيفها ودهان أطار يف الشوارع والجزر الوسطية وتنظيف الحدائق والغابات وزراعة بعض الأشجار وتقليم الأشجار والمساهمة بأعمال كثيرة بالتنسيق مع مؤسسات الدولة والمجتمع المحلي ،لتخرج هذه المناطق بعد ثلاثة أيام المعسكر بحلة جديدة وهذا كله نتاج أعضاء معسكرات الحسين للعمل والبناء .
مع العلم أنة يصل أعداد المعسكرات النهارية لكل مراكز المملكة حوالي 345 معسكر وكل معسكر ثلاثة أيام ، نخرج بنتيجة عدد الأيام الفعلية لعمل المعسكرات النهارية وهي ( 1035 ) يوم خلال شهر ونصف. وتكلفة كل يوم من هذه الأيام حوالي ( 305 ) دينار . أي أن التكلفة الكلية للمعسكرات النهارية تبلغ حوالي ( 315675 ) ، يبدأ برنامج كل يوم من الساعة العاشرة صباحا ويستمر إلى الساعة الرابعة مساء ، أي بمعدل كل معسكر ( 18 ) ساعة على ثلاثة أيام ، برنامج المعسكر يحتوى على فعاليات عرض فلم عن الإرهاب ومناقشة حوله لمدة 2 ساعة ويبقي ( 16 ) ساعة للعمل التطوعي داخل المركز والمنطقة المحيطة به مع العلم أن كل مركز يوجد به منظف ولا يحتاج أصلا للتنظيف ، والسؤال كيف يقضي الشباب المشتركين في المعسكر والبالغ عددهم ( 55 ) عضو هذا الوقت الطويل ، ماذا على المشرف الشبابي أن يعمل تجاه هذا العدد من الشباب وهو مفروض عليه الجلوس معهم وعدم الخروج من المركز ، لماذا هذا القرار ؟؟؟.
لو فكر متخذي القرار في المجلس الأعلى للشباب بصرف بدل مواصلات ( أجور نقل ) ليخرج هذا الشباب المتحمس إلى أرض الميدان لما كانت التكلفة عالية مقارنة بالمبالغ الضخمة التي تصرف دون جدوى ، وإذا لم يوجد موازنة تكفي لذلك كان يجب الحد من هذا العدد الهائل للمعسكرات النهارية وتحويل مخصصاتها إلى بنود أخرى تساهم في إنجاح أهداف معسكرات الحسين للعمل والبناء . الأجدى بكم أن تبحثوا عن نوعية المعسكرات وماذا ستخرجون بنتائج تعود على الشباب وعلى المجتمع والدولة الأردنية من غرس روح الانتماء والولاء عند الشباب من خلال عملهم لبلدهم تطوعيا دون أجر وبث ثقافة العمل التطوعي لدى الشباب وإشراكهم في مجتمعهم لا أن يكونوا معزولين عنه ، هذا مايريده سيد البلاد ويركز ويكرر دائما على دور الشباب في مجتمعهم ، أم الأجدى أن تخرجوا بعد نهاية المعسكرات وتقولوا اشترك في معسكرات الحسين للعمل والبناء ثلاثون أو أربعون ألفا ، تتفاخرون بالعدد وليس بماذا استفادت هذه الأعداد من برنامج معسكرات الحسين للعمل والبناء .
النتيجة النهائية بعد هذا الطرح أن معسكرات الحسين للعمل والبناء لعام 2011 عبارة عن أكل وشرب ، شكرا للمجلس الأعلى للشباب على هذه النتيجة التي ستعمل على تطوير شخصية الشاب الأردني الذي يرتقبه جلالة الملك للمشاركة في قيادة المجتمع الأردني !!!!!!!!!!!!!!.
وبعد هذه المعلومات كيف سيحقق المجلس الأعلى للشباب الشعار الذي تبناه ؟؟؟؟!!!!!!.
أقول في النهاية يجب على كل مسئول في أي موقع كان قبل أن يتخذ قرارا أن يفكر بالنتائج ويدرسها دراسة متأنية وأن يستشير ولا عيب في ذلك ، ولو عمل المجلس الأعلى للشباب ذلك لما كانت معسكرات الحسين للعمل والبناء ( النهارية ) على هذا الحال .