تدابير استثنائية..

تم نشره الأربعاء 27 تشرين الأوّل / أكتوبر 2021 01:26 صباحاً
تدابير استثنائية..
محمد سلامة

بلادنا العربية وفي بعض اقطارها تعيش هذه الأيام تدابير استثنائية(غير عادية) ،فقبل أيام أعلن الرئيس السوداني عبدالفتاح البرهان حالة الطواريء وحل المجلس السيادي وأنهى عمل الحكومة والولاة،وقام باجراءات تنفيذية من اعتقال رئيس الوزراء عبدالله حمدوك وآخرين إلى جانب بعض قيادات الأحزاب والقوى السياسية والحزبية، مبررا ذلك بدرء الأخطار على وحدة البلاد والعباد.

سبق ذلك الرئيس التونسي قيس سعيّد الذي اتخذ التدابير الاستثنائية ضمن الفصل (80) من الدستور وجمد عمل البرلمان وحل الحكومة وأعاد تجميع السلطات تحت سلطته، مبررا ذلك بدرء الأخطار التي تداهم بلاده،وفي الطريق هناك دولا عربية أخرى مرشحة وتنتظر مرحلة القفز إلى إتخاذ التدابير الاستثنائية مثل ليبيا والعراق واليمن ولبنان و..إلخ، والمبرر هو درء الأخطار عن البلاد والعباد.

التدابير الاستثنائية يرافقها عادة تغطية إعلامية مهولة ومدوية من فضائيات عربية وعالمية وبيانات وتغريدات وانقسامات واحداث شغب، وقتلى وجرحى، والمشهد يوحي بأن ما اتخذ من تدابير استثنائية هو انقلاب من طرف ضد آخر ،وفي الجهة الأخرى يرى منفذوه بأنه حركة تصحيحية لمسار سياسي يصون وحدة البلاد العربية.

التدابير العادية هي الأصل في التوافق بين شركاء الحكم في أي بلد عربي،عندما يختلف الفرقاء على أي مسألة سياسية وأمنية واقتصادية واجتماعية، والاستثناء هو التدابير الاستثنائية التي تبيح للطرف القوي أن يفرض قراراته بالقوة الأمنية، وما على الطرف الضعيف سوى تجرع المرارة،وهناك من يؤشر على أن العسكر قادمون للحكم بالتدابير الاستثنائية وأن مرحلة الانتقال من مسارات فوضى الانتخابات وما يمكن تسميته بالشراكة أو المحاصصة الديمقراطية يجب أن ينتهي إلى مسارات جديدة تبدأ بالتدابير الاستثنائية، والتي تعني الخطط أو التنظيم أو الاختراقات لما يمكن تسميته بالسودان الجديد و...إلخ، لكن ما يبقى مجهولا هو..هل يتمكن أصحاب قرارات التدابير الاستثنائية البقاء أم أن النهايات مأساوية لهم ولدولم وشعوبهم؟!

الأيام وربما الشهور والسنوات القادمة وحدها تجيب على ذلك.

الدستور 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات