الثورة أم الاستقرار؟

تم نشره الخميس 14 تمّوز / يوليو 2011 01:34 صباحاً
الثورة أم الاستقرار؟
د. فهد الفانك


طـرح الربيع العربي الراهن إشـكالية التنافس بين الإصلاح والاستقرار، فهل على العرب أن يضحوا بالاستقرار من أجل فرض الإصلاح ووضع حد للاسـتبداد والفسـاد، أم تقبل الوضع الراهن على علاته حفاظاً على الاستقرار.

أولوية الاسـتقرار كانت المبـدأ المعمول به، ليس محلياً فقط بل دولياً أيضاً. وكانت أميركا تعتذر عن تحالفها ودعمها للأنظمة الاسـتبدادية بحجة المحافظة على الاستقرار في المنطقة ذات الموقع الاستراتيجي والتي تزود العالم بالبترول.

الربيع العربي يمثل العكس تماماً، فالتغيير المطلوب يعني بالضرورة التضحية بقـدر من الاستقرار لمدة تطول أو تقصر، وما يعنيه ذلك من تكاليف بشـرية واقتصادية.

في كل بلـد عربي قامت فيه ثورة إصلاح وتغيير للنظام فقد ألف مواطن على الأقل حياتهم، وتحققت نكسـة أمنية محسـوسة واقتصادية محسـوبة يؤمل أن تكون مؤقتة، يتم بعدهـا استعادة استقرار جديد مبني على واقع سـليم.

حالة عـدم الاستقرار لها نتائج وتداعيات اقتصادية عاليـة الثمن. وعلى سبيل المثال فإن معدل النمو الاقتصادي في تونس قبل الثورة كان مقدراً بحوالي 8ر4% وأصبح الآن 3ر1%. وفي مصر كان معدل النمو المتوقع 5ر5 فانخفضت التقـديرات اليوم إلى 1%. وكان النمو المتوقع في سـوريا 5ر5% فانحدر إلى 2%، وحدث الشـيء ذاته في البحرين واليمن.

إلى جانب ذلك انخفضت أسعار الأسـهم في مصر وتونس بنسبة 15%، وفي سـوريا بنسبة 30% وتضاعف العجـز في الموازنة العامة، وتراجع قطاع السياحة والصناعة بشـكل موجع.

هذه الخسائر الاقتصادية والاجتماعية هي الثمن الذي لا بد من دفعه عند التضحية بالاستقرار.

هناك حل مثالـي أخذ به الأردن يحقق الإصلاح المنشود دون التضحية بالاستقرار وما يعنيه من تحقيق خسـائر في الأرواح والأموال، وهو قابل للتطبيق لو أن أنظمة الحكم العربية أدركت خطورة الموقف، واختارت أن تلبي المطالب الشعبية، وتتنازل عن امتيازاتها غير المشروعة، فمن يريد أن يأخذ كل شـيء يفقد كل شـيء.

الاستبداد والفساد والظلم ظواهر غير قابلة للاستمرار، والاصلاح ضرورة تاريخية واجتماعيـة، فلا بد من حدوثـه، سلمياً إذا أمكن، وبالثـورة إذا كان لا بد منها.(الراي)

 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات