سيادة الزعيم

حسب تصورات البوذيين وانصار الطوطمية ولاحقا انصار وحدة الوجود فان الروح الكونية المقدسة قد تحددت وتجسدت من زمان في بوذا والمسيح.
وحسب بوذية الدالاي لاما فان هذه الروح تتواصل على الارض عبر التناسخ والانتقال من جسد الى جسد في مركز كوني محدد هو »لاسا« في اعالي التبت.
وما على الراغبين في الخلاص سوى ممارسة بعض الطقوس الاستسرارية وتناول قليل من النبيذ ومن العجين المشوي بدون خمير لتمثل هذه الروح والتوحد معها.
وحسب هيغل فان التاريخ الكوني ينطوي على روح مطلقة واحدة تتجسد في الاعراق الزرقاء.
وحسب ماكينات الاعلام العربية الرسمية والشعبية فان روح التاريخ في هذا القرن لم تغادر المنطقة العربية.
فالتاريخ لا ينجب في القرن الواحد اكثر من فخامة زعيم واحد بعد ان كان التاريخ فيما مضى اطول عمرا في دوراته المتعاقبة التي عرفت بالالفية (الف عام) عند اليهود المتنصرين او المتنصرين اليهود ومثلهم بعض الاوساط الامامية.
وحسب التجديدات العربية المذكورة فان الممثل الشرعي والوحيد للروح الكونية المقدسة في القرن العشرين هو من نصيب العرب هذه المرة دون غيرهم من شعوب ومناطق العالم التي بوسع التاريخ ان يحتفظ بحقها في انجاب الزعيم التالي في القرن التالي او القرن الذي يليه.
ومع ذلك فالخلاف لم يحسم بعد بين عرب الاستبداد حول طبيعة واوصاف هذا الزعيم ومقره الدائم كما حول الشكل الذي تتجسد فيه الروح صباحا مساء او في اوقات محددة وعما اذا كانت تتلبسه او تخالطه مخالطة اللبن للماء. الخ.
ولم يتمكن اي من العرافين والضاربين بالرمل من البرهنة على علو كعبه والانتصار لطوطمه الكامل المكتمل الذي لا يجانبه الصواب من قريب او بعيد.
فالذين يضربون بالاقداح يسوقون الدور المقدس لها في جوار الكعبة وعلى مرمى خطوة او خطوتين من بئر الاخسف الذي يقال ان الروح الكونية تنام فيه شتاء.
والذين يفضلون لعبة العيافة على حرمة المعابد والغدران المقدسة يزجرون الطير على اليمين رغم ان السيد المبجل يقبع في اليسار واحيانا ابعد قليلا.
والذين يهتكون القربان ليفحصوا الخطوط في الكبد المقدس غلبوا الجميع بقرابين, من الناس اين منها لعبة الازلام والانصاب ورفة الطير والحيوان الذبيح وما اهل به لغير الله.
وثمة ما يقال اخيرا عن شيطان هذا الزمان الذي تقمص الروح المقدسة وحل في الغرانيق العلى ايلات والعزى ومناة الثالثة الاخرى.(العرب اليوم)