دولة بوب اديناور

أية دولة جديدة اعلنت في جنوب السودان, وما هي, وماذا تمثل, وما هي المعايير القومية والاجتماعية والسياسية التي انطلقت منها, وما هو مصيرها ...
مجموعة من القبائل المتناحرة لا تربطها اي روابط, لا روابط قومية ولا روابط ثقافية ولا حتى روابط طائفية او مذهبية ... وباختصار لا توجد مرجعية متداولة واحدة تبرر اعلان الدولة العتيدة الجديدة ...
فجنوب السودان لا يمثل قومية محددة مثل الاكراد او الأرمن, ولا يمثل ثقافة واحدة ولا طائفة واحدة.
وبعكس ما يُقال عن اغلبية مسيحية فيه - فالكتلة الاسلامية تعادل الكتلة المسيحية الى جانب كتلة ثالثة - هي الكتلة الارواحية الوثنية. كما يضم جنوب السودان مجاميع متنافرة من الزاوية التي تتعلق بعلم الأجناس من طول القامة الى شكل الجمجمة الى البشرة السوداء المتدرجة, مثلها في ذلك مثل بقية عشائر حوض النيل والكونغو.. فما هو السبب الحقيقي لتحويل كوكتيل من العشائر والمذاهب الى دولة مستقلة ذات سيادة ..
منذ تحولات ثورة يوليو المصرية بقيادة جمال عبدالناصر ودورها العربي والافريقي, والامريكان والعدو الصهيوني يلاحقون هذه الثورة في اماكن ومستويات عديدة منها حوض النيل ويتذكر الجميع حكايات المرتزقة ورجال الاستخبارات الدولية وبقايا دوائر الاستشراق الاستعماري ودورها في تأسيس ودعم الحركات الانفصالية في جنوب السودان الذي ظل لسنوات طويلة يوصف بدولة بوب اديناور المرتزق الشهير آنذاك والذي يذكرنا بـ برنار ليفي هذه الايام الذي يتحرك بين بئر الغنم قرب طرابلس ليبيا وبين عكار قرب طرابلس لبنان.
وليس بلا معنى ان يتكرس انفصال جنوب السودان بالتزامن مع اندلاع الثورة المصرية الجديدة.
وليس بلا معنى ان يرفع الانفصاليون اعلام العدو الصهيوني ... فثمة سيناريو صهيوني - امريكي واضح المعالم: تفكيك البلدان العربية باسم الديمقراطية واعادة تركيبها على شكل اتحاد كانتونات مذهبية وتطويقها بحزام من الجيوب العميلة التي يسرح فيها الموساد الصهيوني من كردستان العراق الى جنوب السودان ..
وفي أسوأ الاحوال وحسب ملاحظة احد الاصدقاء كان على نظام البشير بعد ان فرط بجنوب السودان ان يشترط على الانفصاليين ان لا يسمحوا للعدو بأي اختراق وكان على حكومة الاحتلال في بغداد ان تؤكد الشرط نفسه على حكومة اربيل والسليمانية.( العرب اليوم )