الصراع على الثورة

تم نشره الأحد 17 تمّوز / يوليو 2011 01:03 صباحاً
الصراع على الثورة
موفق محادين

على مدار العقود الماضية والجماهير العربية مأخوذة بانقلابات عسكرية تستبدل فريقا في الحكم بفريق اخر خلال ساعات او ايام على اقصى تقدير.. ونادرا ما كان يسقط الكثير من الضحايا, ومثل ذلك حروب العرب القصيرة, فلم تتعلم هذه الامة لا الحروب الطويلة ولا الثورات المستمرة التي تقدم الضحايا تلو الضحايا على مدار سنوات عديدة ومن المعروف او الذي يفترض ان يكون معروفا.

اولا ان مفهوم الثورة ليس حكرا على اليسار كما يظن بعض اليساريين بل ينطبق على كل عملية تاريخية تستبدل حالا بحال استبدالا شاملا سواء كان نمطا انتاجيا, اجتماعيا او حالا سياسيا وايديولوجيا

ثانيا ان الثورات الكبرى استغرقت سنوات طويلة ومئات الالاف من القتلى ومنها:

1- الثورات البرجوازية الديمقراطية الاوروبية التي بدأت في بريطانيا ثم فرنسا وحروب نابليون وخيانات كبار المثقفين لاوطانهم في المانيا وروسيا واسبانيا وتأييدهم له. ثم ثورات 1848 وما تخللها من حروب اهلية ودولية لمدة نصف قرن تبعتها الحرب العالمية الاولى.

2- الثورات الامريكية التي استغرقت قرنا كاملا ومرت بحرب اهلية بين شمال صناعي وجنوب اقطاعي من اجل تحويل العبيد الى عمال.

3- الثورات الشيوعية في روسيا ثم الصين وغيرها.

ثالثا: ان الثورة مجرى عام تحدده الوقائع على الارض عبر مراحل ومحطات متعاقبة تتغير فيها التحالفات والتقاطعات من مرحلة الى اخرى ففي المرحلة الاولى ينفتح البيكار على دوائر واسعة بين اليسار واليمين, العمال والبرجوازية الوطنية العلمانيون والمتدينون الديمقراطيون والليبراليون, الثورات الشعبية والثورات البرتقالية, المناضلون الامميون, وعملاء السفارات والقناصل .. الخ.

وكلما تعمقت الثورة تعمق الفرز وضاق البيكار, وهكذا لكن ليس من الف باء السياسة البحث عن ثورة صافية وخاصة في المراحل الاولى, وليس من الف باء الثورة التأفف والانعزال عن الثورة اذا شاركت فيها هذه القوة او المجموعة او تلك.

رابعا: في الحالة العربية الراهنة لا تزال الثورات في بداياتها وتشارك فيها قوى عديدة, وتتسلل اليها السفارات والشركات والاجهزة الدولية وهذا متوقع ومفهوم والعبرة ليست في اليأس او الاتهامات بل في فن ادارة الصراع, والمسافات واخذ الثورة الى نهاياتها المجيدة والانتباه الى ان الصراع داخل الثورة نفسها خاصة ضد (الثورة الملونة) الامريكية لا يقل اهمية عن الصراع ضد قوى الحرس القديم. (العرب اليوم)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات