وزير الطاقة السعودي: تأجيل اجتماعات أوبك بلس الفنية.. ومكاسب قوية للنفط رغم أوميكرون
المدينة نيوز :- قال وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان اليوم الاثنين إن الاجتماع الفني لمجموعة "أوبك بلس" تأجل إلى الأربعاء المقبل، وإن اجتماع اللجنة الوزارية سيُعقد الخميس "لنكسب وقتا لمراجعة الأمور".
يأتي ذلك في وقت يثير فيه متحور كورونا الجديد أوميكرون مخاوف بشأن الطلب العالمي على الطاقة.
وأضاف وزير الطاقة السعودي "لست قلقا من متحور كورونا الجديد وتأثيره على الطلب في أسواق النفط".
وتترقب أسواق النفط العالمية اجتماعات تحالف "أوبك بلس"، ومن المرجح أن يتم الإعلان في هذه الاجتماعات عن قرار خاص بسياسة التكتل بشأن إذا كان سيتم تعديل خطتها لزيادة الإنتاج بمقدار 400 ألف برميل يوميا في يناير/كانون الثاني المقبل وما بعده، وفق ما نقلته رويترز.
لا حاجة لاتخاذ قرارات متسرعة
في الأثناء، نُقل عن نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك قوله اليوم الاثنين إن روسيا لا ترى ضرورة لاتخاذ إجراءات عاجلة بشأن سوق النفط بسبب السلالة الجديدة من فيروس كورونا، مهوّنا من فرص أن تغير مجموعة "أوبك بلس" سياسات الإنتاج هذا الأسبوع.
ونقلت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء عن نوفاك قوله "يتعين علينا أن نراقب الوضع عن كثب، ولا حاجة لاتخاذ قرارات متسرعة"، وأكد متحدث باسمه هذه التصريحات.
ونقل المتحدث عن نوفاك قوله "رغم كل ذلك سنبحث مع الدول الأعضاء في أوبك بلس وضع السوق، وإذا كان يتعين اتخاذ أي إجراءات".
وأضاف نوفاك "من أجل الخوض في التفاصيل تحركت اللجنة الوزارية المشتركة للمراقبة (التابعة لأوبك بلس) للحصول على المزيد من
المعلومات بشأن الأحداث الجارية، بما فيها السلالة الجديدة من الفيروس".
وقال الكرملين إن ردة فعل أسواق الخام على "أوميكرون" عاطفية ومؤقتة.
كما قال الرئيس التنفيذي لشركة أرامكو السعودية أمين الناصر إن أسواق النفط بالغت في رد الفعل تجاه متحور كورونا الجديد.
وكان من المقرر عقد اجتماع عبر الإنترنت للجنة الوزارية المشتركة في 30 نوفمبر/تشرين الأول الجاري، لكنه تأجل إلى الثاني من ديسمبر/كانون الأول المقبل، وهو نفس موعد عقد اجتماع "أوبك بلس" الوزاري. في حين كان من المقرر عقد اجتماعات اللجنة الفنية اليوم الاثنين، قبل تأجيله إلى الأربعاء القادم.
أوبك بلس تقاوم
وقاومت "أوبك بلس" دعوات أميركية لضخ المزيد من النفط للحد من ارتفاع الأسعار، واستمرت في التراجع تدريجيا عن خفض قياسي في الإنتاج العام الماضي عن طريق إضافة 400 ألف برميل يوميا كل شهر ابتداء من أغسطس/آب.
وقال ينيو ياو ووارن باترسون المحللان في مجموعة "آي إن جي" (ING) إنه نظرًا للتأثير المحتمل للتدابير الناجمة عن أوميكرون على الطلب، "نعتقد أن مجموعة أوبك بلس يمكن أن تأخذ قسطا من الراحة في مسيرتها لزيادة العرض" من النفط الخام.
وأضافا "سيكون ذلك مطابقا للنهج الحذر الذي تبنته أوبك بلس منذ ظهور كوفيد-19″، حسب ما أوردته وكالة الصحافة الفرنسية.
ارتفاع أسعار النفط
وسجلت أسعار النفط الخام ارتفاعات قوية اليوم الاثنين، بعد التراجعات الحادة التي سجلتها الجمعة الماضي.
وكانت الأنباء عن اكتشاف المتحور "أوميكرون" الجديد من فيروس كورونا وما قامت به دول من إجراءات لتقييد حركة النقل الجوي؛ ألقى بثقله على أسعار النفط الجمعة الماضي، حيث خسرت أكثر من 10% خلال جلسة واحدة في سابقة منذ الأشهر الأولى من تفشي الوباء.
وزادت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط ليناير/كانون الثاني إلى 72.16 دولارا للبرميل صباح اليوم، ويجري تداول خام برنت حاليا عند 72.83 دولارا بارتفاع 6.85% عن الإغلاق السابق.
كما ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 3.36 دولارات، أو 4.7%، إلى 74.95 دولارا للبرميل في تعاملات اليوم، قبل أن تزيد مكاسبها لاحقا.
وقال أفتار ساندو المحلل في مجموعة "فيليبس فيوتشرز" (Phillip Futures) إن "النفط الخام يستعيد قوته الاثنين بعد الصدمة" الناجمة عن الإعلان عن اكتشاف متحور جديد لكورونا في جنوب أفريقيا.
وأضاف أن المخاوف بشأن المتحور الجديد -الذي يمكن أن يعرقل الانتعاش الاقتصادي وخطط بعض المصارف المركزية- لم يتم تبديدها.
وقال تاتسوفومي أوكوشي كبير الاقتصاديين "في نومورا سيكيوريتيز" (Nomura Securities) "رأينا بعض التصحيح، إذ إن انخفاض أسعار النفط يوم الجمعة كان مبالغا فيه".
وأضاف "إذا تراجعت السوق أكثر فقد توقف أوبك بلس الزيادة المخططة في إنتاج الخام لدعم الأسعار".
وحذرت منظمة الصحة العالمية اليوم الاثنين من أن المتحور أوميكرون يمثل "خطرا كبيرا جدا" على المستوى العالمي.
واتخذت دول كثيرة تدابير تعرقل حركة البضائع والأشخاص، مما يزيد من ضعف الطلب على النفط الخام.
أوميكرون.. ضربة لتعافي الطلب
وتراجعت هوامش أرباح شركات تكرير النفط الآسيوية إلى أدنى مستوى لها في نحو 5 أشهر، وسط مخاوف من أن سلالة أوميكرون قد توجه ضربة أخرى لتعافي الطلب على النفط، الذي تضرر بالفعل من ارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا في أوروبا.
وتهدد الضربة المزدوجة بعرقلة الانتعاش الاقتصادي العالمي، وبالتالي إضعاف الطلب على النفط، الذي تتوقع وكالة الطاقة الدولية أن يصعد إلى 96.3 مليون برميل يوميا عام 2021.
وقال هوي لي الخبير الاقتصادي في بنك "أو سي بي سي" (OCBC) في سنغافورة "هذه انتكاسة في وقت يعاد فيه فتح العديد من خطوط السفر".
وأضاف "نحتاج إلى أسبوعين على الأقل لمعرفة تأثير هذه السلالة الجديدة على الطلب على النفط".
وأظهرت بيانات رفينيتيف أن الهوامش المجمعة في سنغافورة (وهي مقياس لأرباح شركات التكرير الآسيوية) بلغت 2.15 دولار للبرميل يوم
الجمعة، وهو أدنى مستوى منذ 30 يونيو/حزيران الماضي.
وقبل شهر واحد فقط، بلغت الهوامش ذروتها عند 8.45 دولارات للبرميل، وهو أعلى مستوى منذ سبتمبر/أيلول 2019.
المصدر : وكالات