مفاوضات فيينا.. طهران تتهم أميركا بوضع العراقيل وواشنطن تتوعدها "بدفع الثمن"

المدينة نيوز :- اتهمت الخارجية الإيرانية واشنطن بوضع العراقيل أمام مفاوضات فيينا لإحياء الاتفاق النووي، في المقابل حذرت الخارجية الأميركية طهران من دفع الثمن إذا مضت بتسريع برنامجها النووي، بينما حثت إسرائيل الدول الغربية على تغيير إستراتيجيتها في التعامل مع إيران.
وقال مسؤول في الخارجية الإيرانية إن إحياء الاتفاق النووي الموقع في 2015 رهن بإظهار الأوروبيين إرادة ومرونة، مؤكدا أن عدم رغبة واشنطن في التراجع عن رفع جميع العقوبات عن طهران يعتبر عقبة أساسية أمام المفاوضات.
واتهم المسؤول الإيراني إسرائيل بمحاولة التشويش على المحادثات، من خلال شنها ما وصفها بحرب نفسية ومن خلال نشر الأخبار الكاذبة، لكي تؤثر سلبا على أجواء التفاوض.
بدوره أكد غلام حسين إسماعيلي مدير مكتب الرئيس الإيراني أن بلاده جادة تماما في مفاوضات فيينا، وأن هدفها النهائي من المفاوضات هو إلغاء العقوبات مع الحفاظ على كرامة البلاد.
ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية (إرنا) اليوم الأحد عن إسماعيلي القول إننا "جادون تماما في مفاوضات فيينا، وهدفنا النهائي في المفاوضات مع مجموعة 4+1 هو إلغاء العقوبات… وقد كنا على استعداد لمواصلة المفاوضات إلا أن الأطراف الأخرى رأت أنها بحاجة إلى التوجه إلى عواصمها لمناقشة القضايا المعروضة".
وبدوره أكد كبير المفاوضين الإيرانيين علي باقري كني اليوم الأحد أن بلاده متمسكة برفع العقوبات، معتبراً أن على الإدارة الأميركية اتخاذ الخطوة الأولى.
وأضاف في تصريحات نقلتها وسائل إعلام محلية رسمية أن "طهران لن تتراجع عن مطالبها برفع العقوبات وإعادة تفعيل الاتفاق النووي".
كما اعتبر أنه "نظرا إلى أن الولايات المتحدة هي التي انسحبت من الاتفاقية عام 2018 فيجب عليها اتخاذ الخطوة الأولى".
إلى ذلك،أشار إلى أن المقترحات التي قدمتها بلاده لمجموعة 4+1 خلال عملية التفاوض في العاصمة النمساوية "موثقة ومنطقية"، وبالتالي يمكن أن تكون أساسا للمفاوضات"، وفق قوله.
وأردف قائلا: مع تقديم تلك المقترحات، بات كل شيء الآن يتوقف على سلوك الأطراف الأخرى، فإذا أوفت الأطراف الأوروبية بالتزاماتها بالكامل وعاد الجانب الأميركي إلى هذا الاتفاق، فسيتم إحياء الاتفاق النووي".
وتوقفت المحادثات غير المباشرة بين الولايات المتحدة وإيران لإحياء الاتفاق النووي الإيراني أول أمس الجمعة، وستتابع الأسبوع المقبل، وعبر مسؤولون أوروبيون عن فزعهم من كم المطالب التي تقدمت بها الحكومة الإيرانية.
ومن المقرر أن تبدأ جولة جديدة من المفاوضات الأسبوع المقبل.
وتجري المفاوضات بين إيران ومجموعة 4+1 (ألمانيا وفرنسا وبريطانيا وروسيا والصين)، إلى جانب مندوب الاتحاد الأوروبي. وتشارك الولايات المتحدة في المفاوضات بشكل غير مباشر، بهدف إعادة إحياء الاتفاق النووي الإيراني، بعد تعطله إثر انسحاب الولايات المتحدة منه في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب.
تهديدات أميركية
في المقابل، رأى مسؤول في الخارجية الأميركية أن العودة للاتفاق النووي ممكنة، لكنها تتطلب تنازلات من إيران والولايات المتحدة معا.
وقال المسؤول للصحفيين طالبا عدم نشر اسمه إن إيران تواصل تسريع برنامجها النووي بطرق استفزازية، مشيرا إلى أن الصين وروسيا فوجئتا بمدى تراجع إيران في المقترحات التي عرضت بمحادثات الأسبوع الماضي في فيينا.
وأضاف أن إيران جاءت بمقترحات "مثلت تراجعا عن أي شيء، عن أي حلول وسط عرضتها إيران هنا في الجولات الست السابقة من المحادثات وصادرت جميع الحلول الوسط التي قدمها الآخرون والولايات المتحدة بشكل خاص".
وقال المسؤول الأميركي للصحفيين إنه لا يعرف متى ستستأنف الجولة المقبلة من المحادثات، التي قال مسؤولون آخرون إنها ستستأنف الأسبوع المقبل. وشدد المسؤول على أن الموعد أقل أهمية من أن تكون إيران مستعدة للتفاوض الجاد.
ووفقا للمسؤول الأميركي فإن استمرار العقوبات يأتي ضمن الضغوط المتواصلة على إيران من أجل دفعها للعودة إلى الاتفاق النووي.
وحذر من اللجوء إلى وسائل غير الدبلوماسية، في حال لم تبد إيران أي حسن نية للعودة إلى الاتفاق؛ مشددا على أن هناك ثمنا ستدفعه إيران إذا مضت في انتهاك الاتفاق وتسريع برنامجها النووي.
وفي وقت سابق أمس السبت، رفضت الدول الأوروبية مقترحات قدمتها إيران بشأن العودة للاتفاق النووي واعتبرتها مخيبة للآمال، في وقت شددت فيه طهران على أن هذه المقترحات ترتكز على المبادئ المشتركة بين الجانبين.
وقد أعرب الأوروبيون أول أمس الجمعة عن "خيبة أملهم وقلقهم" من محتوى مسودتين قدمتهما إيران مؤخرا بشأن إحياء الاتفاق النووي الذي وقّعته إيران والأطراف الدولية عام 2015، وانسحبت منه الولايات المتحدة عام 2018.
المصدر : الجزيرة + وكالات