نداء استغاثة لإنقاذ الوضع المائي في غزة

المدينة نيوز :- اطلقت سلطة المياه وجودة البيئة في قطاع غزة اليوم نداء استغاثة لإنقاذ الوضع المائي في القطاع، داعيةً الى تحرك سريع لإيجاد حلول لأزمة المياه المركبة والمتراكمة منذ عقود.
وقال مدير عام التخطيط والتوعية بسلطة المياه وجودة البيئة في القطاع منذر سالم خلال مؤتمر صحفي بمدينة غزة: "في ظل ظاهرة التغير المناخي التي يعيشه العالم هذه الأيام، وانعكاس ذلك على جميع القطاعات الزراعية والصناعية والخدماتية، يتأثر قطاع غزة بهذا التغيير".
وأكد سالم أن القطاع يعاني من أزمة مياه حادة متراكمة ومتصاعدة، حيث بلغت ازمة المياه ذروتها كمًا ونوعًا، وزادت الفجوة بين المتاح والمطلوب، مشيرا الى أن استهلاك المياه وصل الى حوالي 250 مليون متر مكعب سنويًّا".
وأشار إلى أن متوسط ما هطول الأمطار على القطاع يقدر بحوالي 130 مليون متر مكعب سنويًّا، يستفيد الخزان الجوفي منها بحوالي 40- 50 مليون متر مكعب فقط.
وأشار الى أن ما تبقى من هذه المياه يذهب هدرًا على صورة جريان سطحي باتجاه البحر أو باتجاه المناطق الداخلية المنخفضة؛ محدثًا في كثير من الأحيان كوارث طبيعية على صورة حالات غرق وفيضانات ومخلفة أضرارا مادية جسيمة في قطاعات هامة ومتعددة، نتيجة لضعف البنية التحتية الخاصة بتجميع وتصريف مياه الأمطار وتضررها بالعدوان الإسرائيلي الأخير على غزة".
وأوضح سالم أن أزمة المياه في القطاع تتمثل في ندرة المصادر الطبيعية المتجددة؛ بسبب ضيق المساحة الجغرافية للقطاع، وكذلك النمو الطبيعي المرتفع للسكان وزيادة الطلب على المياه ما انعكس زيادة في العجز المائي.
وأكد أن ذلك يأتي في ظل حصار إسرائيلي خانق، وتحديات سياسية واقتصادية واجتماعية جمة؛ نتج عنها عدم القدرة على تنمية وتطوير مصادر مياه جديدة كافية لسد الاحتياجات المائية المتزايدة، مشيرا الى استنزاف الخزان الجوفي الساحلي، وارتفاع حاد وخطير في ملوحة المياه.
وطالب سالم المجتمع الدولي والدول الشقيقة بسرعة التحرك لرفع الحصار الخانق على قطاع غزة، وفتح المعابر وإدخال المواد والمعدات اللازمة لمشاريع المياه والصرف الصحي ومشاريع إعادة إعمار القطاع.
ودعا للتحرك العاجل لإيجاد حلول لأزمة المياه المركبة والمتراكمة منذ عقود، وذلك من خلال الإسراع في إنشاء وتجهيز محطة تحلية مياه، وكذلك تمويل مشاريع لتطوير البنية الاساسية الخاصة بشبكات مياه الشرب وشبكات مياه الصرف الصحي ونظم المعالجة، وإعادة استخدام هذه المياه في الزراعة وبما يضمن عدم تلويث البيئة الفلسطينية.
كما دعا الى التحرك من أجل الضغط على الاحتلال ومنعه من سرقة مصادرنا المائية، "المتمثلة بالانسياب الطبيعي الجانبي للمياه الجوفية في قطاع غزة، ومن خلال آباره المنتشرة على الحدود الشرقية، وكذلك مصادرته ومنعه لتدفق المياه السطحية في وادي غزة ووادي السلقا ووادي بيت حانون بشكل دائم".
وطالب كذلك بالضغط على الاحتلال ومطالبته بعدم فتح بوابات السدود الموجودة على مجاري الوديان شرق قطاع غزة في فترة زمنية قصيرة وبكميات كبيرة وبشكل مفاجئ في موسم الأمطار؛ وهو ما يتسبب بحدوث فيضانات وحالات غرق والتسبب بأضرار جسيمة للسكان والمزارعين في القطاع، إضافة الى مطالبة الاحتلال بتعويض قطاع غزة عن كل الأضرار التي لحقت به في جميع القطاعات، وخاصة قطاع المياه نتيجة لجرائمه وممارساته العدوانية واللانسانية.
--(بترا)