حكومة الأغلبية الوطنية والواقع السياسي

تم نشره الثلاثاء 01st شباط / فبراير 2022 11:02 مساءً
حكومة الأغلبية الوطنية والواقع السياسي
محمد حسن الساعدي

الواقع السياسي يشهد متغيرات شديدة التأثير على العملية السياسية، فلم تعد المكونات ممثلة بقوى موحدة في الرؤية، ففي حين يفترض بالحكومات أن تشكل أساس موالاة ومعارضة، وهذا معمول به في اغلب دول العالم، ولكن ما نشهده اليوم في العراق، هو الازدواجية في العمل السياسي.

هناك مشاركة في الحكومة ومعها معارضة لها في البرلمان، والمعارض للحكومة مشارك فيها. وهذا ما يؤدي إلى التعطيل الواضح في العمل المؤسساتي للدولة، وتأخير النمو الاقتصادي والاجتماعي، وضياع ثرواته وتفشي الفساد الإداري والمالي.

المهم في الأمر أن تكون هناك استراتيجية واضحة، وخطط مدروسة في نجاح المشروع الوطني، بغض النظر عمن يكون في سدة الحكم، ومن يقود الدولة، والاهم هو التقدم خطوة إلى الأمام، لتصحيح المسارات خيرا من الوقوف والتعثر، ما ينعكس سلباً على الشارع.

الدعوات التي أطلقت لتشكيل حكومة أغلبية وطنية، بمشاركة عادلة لمكونات الشعب العراقي، والتي ستكون بديلا لحكومة الأغلبية السياسية، والتي ثبت أنها غير مجدية مع وضع يشبه وضعنا، والذي تشوبه الكثير من تعقيدات أصبحت عبئاً ثقيلا على نفسها وعلى المواطن، صارت حاجتنا لترميمات لوقف الانهيار، الذي تواجهه العملية السياسية والتي، سببت عدم الثقة وتصدع العلاقة بين معظم المكونات السياسية، حاجة ملحة ولازمة..

العراق الجديد الذي بني على التوافق والمشاركة، أنجز شوطا مهما في مساره السياسي، ولكن المشاركة فيه لم تعد قادرة، على إنتاج مخرجات مفيدة للمشروع السياسي, بل يمكن القول أن ما توقف على عتبة المشاركة والمحاصصة، أكثر بكثير مما تم تمريره من توافقات وقوانين وسياسات، كانت المرحلة شهدت الكثير مما تم تمريره عبرها، والبديل عن المحاصصة، هو حكومة الأغلبية الوطنية الجامعة، لمن يتفق مع المشروع السياسي من مكونات البلد الرئيسة، ويسير بها إلى مرحلة تطبيق السياسات الحكومية، وتشريع القوانين والتنفيذ الأحكام القضائية، مدعوما بأكثرية برلمانية تحميه، طيلة مدة الدورة الحكومية، من التعرض للابتزاز والتردد، عند مواقف الحسم وما أكثرها في العراق .

السير نحو حكومة الأغلبية الوطنية، ربما يعد حلاً مقبولا لمجمل مشاكل العراقي، وطريقاً ناجعاً للسير بخطوات سريعة، بعد إن استنفذت الصراعات السياسية والمحاصصة، والخداع وفقدان الثقة، كل أمالنا وفرصنا، وتحولت لمنغص لهذا الشعب الذي يأمل خيرا من هذه الدعوات.



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات