أزمة أوكرانيا.. بايدن يوافق على نشر قوات إضافية بأوروبا الشرقية وموسكو تتهم الناتو بالخداع

المدينة نيوز :- نقلت شبكة "سي إن إن" (CNN) عن مسؤولين أميركيين قولهم إن الرئيس جو بايدن وافق على نشر قوات أميركية إضافية في أوروبا الشرقية، وسط زيارات دبلوماسية مكثفة نحو أوكرانيا تعبيرا عن دعمها في مواجهة أي تهديد روسي.
وقال المسؤولون الأميركيون -حسب "سي إن إن"- إنه سيتم نشر 2000 جندي أميركي في بولندا وبضعة آلاف بدول جنوب شرق أوروبا.
وعلى صعيدٍ متصل، نقلت “وول ستريت جورنال”، عن مسؤول أمريكي قوله: “القوات الأمريكية الإضافية قد تستخدم لإجلاء نحو 30 ألف أمريكي من أوكرانيا”.
واضافت الصحيفة انه من غير المرجح إرسال القوات الأمريكية داخل أوكرانيا لإجلاء الرعايا الأمريكيين .
واشار المسؤول انه إذا لزم الأمر ستسهل القوات الأمريكية إجلاء رعايانا برا على طول الحدود الأوكرانية .
وتتوالى على أوكرانيا زيارات القادة الأوروبيين لإظهار التضامن الغربي مع كييف في مواجهة موسكو، فغداة زيارة رئيس الوزراء البريطاني، وصل إلى كييف رئيس الوزراء الهولندي مارك روته.
من جانبه، أكد الرئيس الأوكراني فلوديمير زيلينسكي خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء الهولندي أن الدعم العسكري الغربي لكييف "هدفه دفاعي فقط"، مجددا رغبة بلاده في الحل الدبلوماسي.
وقال الرئيس الأوكراني "هذه الأسلحة، إنّها دفاع، لا نفكّر إلّا بالسلام وبانتهاء احتلال أراضينا، عبر المسار الدبلوماسي فقط".
وأضاف "لن نتخلى عن أي قطعة أرض ولن نتنازل عن أراضينا مهما كان الثمن"، مشددا على ضرورة فرض "إجراءات وقائية" لاحتواء روسيا.
من جهته، أعلن روته أن الحل الوحيد لتخفيف التصعيد شرقي أوكرانيا يكمن في الحوار بين موسكو وواشنطن والناتو.
تهم بالخداع
من جهتها، اتهمت الرئاسة الروسية الناتو بأنه خدع روسيا عندما وعد بعدم التوسع شرقي أوروبا.
وحث المتحدث باسم الكرملين الولايات المتحدة على الامتناع عما وصفها بالأعمال الاستفزازية وتصعيد التوتر في أوروبا.
وأضاف المتحدث أن روسيا لديها خطط للتقليل من عواقب العقوبات الأميركية المحتملة.
ونفى الكرملين أي علاقة لموسكو بما تم تسريبه من معلومات لوسائل الإعلام بشأن رد الولايات المتحدة والناتو على المقترحات الروسية المتعلقة بالضمانات الأمنية.
وكانت شبكة بلومبيرغ قد كشفت أن الإدارة الأميركية أبلغت الكرملين بأنها مستعدة لأن تسمح لروسيا بالتحقق من خلو قواعد الناتو في بولندا ورومانيا من صواريخ توماهوك الهجومية، وذلك في مسعى لتهدئة مخاوف موسكو.
وتعقيبا على ذلك، أكدت الخارجية الأميركية للجزيرة أن إدارة الرئيس بايدن تشاورت مع حلفائها وشركائها بمن فيهم أوكرانيا قبل الرد على روسيا بشأن منحها آلية للتحقق من عدم وجود صواريخ توماهوك في رومانيا وبولندا.
وقالت الخارجية الأميركية إن رد واشنطن على موسكو دليل على وجود قضايا من بين الضمانات الأمنية يمكن تحقيق تقدم فيها على أساس متبادل.
أما صحيفة "إل باييس" الإسبانية، فأعلنت حصولها على نسخة من رد الولايات المتحدة والناتو على مقترحات روسيا بشأن الضمانات الأمنية.
وبحسب النسخة التي نشرتها الصحيفة، فإن واشنطن والناتو أعربا عن استعدادهما للنظر في الترتيبات أو الاتفاقات مع روسيا بشأن القضايا الثنائية، بما في ذلك الاتفاقيات المكتوبة والموقعة، لمعالجة المخاوف الأمنية للجانبين.
كما أبدت الولايات المتحدة استعدادها، وبالتشاور الوثيق مع حلفائها، لبدء مناقشات بشأن الحد من التسلح في مجال الصواريخ الأرضية المتوسطة وقصيرة المدى كجزء من حوار الاستقرار الإستراتيجي بين واشنطن وموسكو.
حل سياسي
وكان بوتين اتهم الولايات المتحدة بتجاهل مخاوف روسيا الأمنية، وباستخدام أوكرانيا أداة لجر روسيا إلى نزاع مسلح، وفق قوله، معربا في الوقت ذاته عن أمله في التوصل إلى حل سياسي للأزمة الراهنة بين موسكو والغرب.
في المقابل، قلل وزير الخارجية الفرنسي من احتمالات حدوث تصعيد عسكري بين روسيا والغرب.
وقال جان إيف لو دريان إنه ليس هناك دلائل في هذه المرحلة تشير إلى أن روسيا مستعدة للتحرك عسكريا ضد أوكرانيا.
وفي سياق متصل، أفادت "إذاعة صوت أميركا" بأن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن سيسافر إلى أوروبا للاجتماع مع وزراء دفاع حلف الأطلسي يومي 16 و17 من فبراير/شباط الجاري، في ظل التوتر المتصاعد مع روسيا بشأن حشدها العسكري بالقرب من أوكرانيا.
وفي سياق التحركات العسكرية، أعلنت وزارة الدفاع الروسية بدء تدريبات عسكرية مشتركة مع بيلاروسيا.
وذكرت وزارة الدفاع الروسية أن التدريبات تركز على أساليب قتالية مختلفة مع القوات البيلاروسية لتحقيق مستوى عال من الاستعداد للعمل العسكري المشترك.
وكان رئيس بيلاروسيا، ألكسندر لوكاشينكو، قد أكد في وقت سابق بأن بلاده ستخوض الحرب إلى جانب روسيا عند وقوع عدوان على أراضيها أو على الأراضي الروسية، وفق تعبيره.
من جانب آخر، أجرى الجيش الأوكراني مناورات عسكرية في منطقة خيرسون جنوبي البلاد.
واختبرت المناورات سرعة نشر قاذفات منصات صواريخ ذاتية الدفع من تصميم الاتحاد السوفياتي سابقا.
وتشهد منطقة خيرسون مناورات عسكرية واسعة خلال الأشهر الأخيرة بهدف اختبار قدرات الجيش الأوكراني على صد هجوم برمائي روسي وإنزال جوي محتمل قد يأتي من جهة شبه جزيرة القرم.
المصدر : الجزيرة + وكالات