عين على القدس يناقش تقريرا دوليا صنف اسرائيل كدولة فصل عنصري

المدينة نيوز :- ناقش برنامج عين على القدس الذي عرضه التلفزيون الأردني، أمس الاثنين، تقرير منظمة العفو الدولية الذي يصنف إسرائيل كدولة "فصل عنصري وجريمة حرب".
وأوضح تقرير البرنامج الاسبوعي المصور في القدس، أن منظمة العفو الدولية عقدت قبل أيام مؤتمراً صحفياً، أطلقت خلاله تقريراً صريحاً يكشف "بشاعة" نظام الفصل العنصري الذي يمارسه الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية والقدس والداخل الفلسطيني وقطاع غزة ومخيمات اللجوء.
وكشف التقرير المؤلف من 182 صفحة، حجم الاضطهاد الإسرائيلي للفلسطينيين، مقدما ادلة تثبت ارتكاب الاحتلال "جرائم ضد الإنسانية" بحق الفلسطينيين.
وأشار إلى أن هذه المرة الاولى التي تصرح فيها منظمة العفو الدولية بأن الاحتلال الإسرائيلي يمارس نظام الفصل العنصري ضد الفلسطينيين، وأن المنظمة دعت المحكمة الجنائية الدولية إلى النظر في جريمة الفصل العنصري التي يتم ممارستها ضد الفلسطينيين، وتقديم مرتكبيها إلى العدالة. واستعرض أبرز مظاهر التمييز العنصري التي ترتكبها إسرائيل ضد الفلسطينيين كالتهجير القسري وحق التنقل وتقييد الحركة والحق في السكن، حيث أن سلطات الاحتلال تضيق على المقدسي الذي يرغب بالسكن في مدينته، وتكثف من عمليات الهدم بأنواعها.
الأمينة العامة لمنظمة العفو الدولية، الدكتورة أنياس كالامار، قالت: "نحن نطلق هذا التقرير الآن لأننا اكتشفنا في عامي 2021 و2022 تصاعداً في سياسات الفصل العنصري من قبل السلطات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين".
واضافت " اكتشفنا وجود جرائم ضد الإنسانية، وأن تمييزا عنصريا يٌمارس ضد الشعب الفلسطيني"، مؤكدة بأنه آن الاوان لمعالجة جذور المشكلة المتعلقة بانتهاكات القانون العديدة التي تحصل ضد الفلسطينيين، واتخاذ خطوات للعمل ضد نظام الفصل العنصري والجرائم المرتكبة ضد الإنسانية.
بدوره قال استاذ القانون الدولي في جامعة القدس، الدكتور منير نسيبة، إن التقرير يؤكد أن جريمة الفصل العنصري تقع بشكل مستمر وممنهج في الأراضي الفلسطينية المحتلة، لافتا إلى أن محكمة الجنيات الدولية لديها ولاية قضائية في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية وقطاع غزة، وإن الحجج التي قُدمت خلال التقرير ستساعد في إقناع المحكمة على النظر في جريمة الفصل العنصري.
والتقى البرنامج الذي يقدمه الإعلامي جرير مرقة، عبر اتصال فيديو من رام الله، بنائب مديرة مكتب منظمة العفو الدولية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، صالح حجازي، الذي أشاد بدور الفلسطينيين من مؤسسات حقوقية وأكاديميين ومفكرين باستخدام جريمة الفصل العنصري "الأبرتايد" كإطار قانوني لعكس واقع الظلم والاستبداد الذي تفرضه إسرائيل على الفلسطينيين. وأوضح أن إسرائيل تطبق منظومة "استبداد وهيمنة" تقوم على اربعة أسس، تبدأ بشرذمة وتشتيت الفلسطينيين إلى مناطق جغرافية مختلفة، ثم عزلهم والتحكم بهم بشكل عنيف، وسلب الملكيات وخاصة الأرض، ثم الحرمان من الحقوق الأساسية.
ولفت إلى أن هذه المنظومة تتجلى بشكل كامل في القدس، حيث أن المقدسيين معزولون وحركتهم مقيدة بوجود الحواجز والجدار والمنشآت العسكرية والمستوطنات، ما أدى إلى خلق المعازل العيساوية وسلوان وكفر عقب، مؤكدا ان سكان هذه المناطق يتعرضون لسلب ملكياتهم وتهجيرهم وسلب حقوقهم وحرياتهم. وبين حجازي أن المنظمة استندت في تصنيفها لإسرائيل كدولة فصل عنصري إلى تعريف القانون الدولي لجريمة الفصل العنصري وجرائم ضد الانسانية، كمعاهدة الأبارتايد عام 1973 واتفاقية روما المؤسسة لمحكمة الجنيات الدولية،موضحا ان هناك تنديدا بالفصل العنصري في القانون الدولي لحقوق الإنسان وخاصة بمعاهدة مناهضة التمييز العنصري. وأضاف بأن منظمة العفو الدولية وضعت سياسة لاستخدامها كأداة لتعريف سياق محدد لفترة زمنية كجريمة فصل عنصري، وأعدت هذا التقرير على مدى 4 سنوات، اعتمدت فيه على توثيقات لعشرين سنة ماضية، ومن ثم اجراء تحليل قانوني معمق للسياسات والممارسات الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين "لنستنتج أن إسرائيل تطبق منظومة الفصل العنصري وجريمة ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين".
وأفاد حجازي أن منظمة العفو الدولية أداة قانونية، وتنظر لكيفية تغيير الوضع القائم المتمثل بوجود "أزمة حقوقية" في فلسطين، وأن دور المنظمة هو المساعدة في معالجة هذه الازمة. وأضاف بأن الفصل العنصري يعتبر جريمة، وان هنالك مسؤولية قانونية واخلاقية للدول تجاه هذه المنظومة وانه "لا يوجد مكان في العالم لنظام الفصل العنصري"، مشيرا الى أن على الدول الحليفة لإسرائيل بعدم إكمال دعمها لها بعدم المحاسبة في ظل استمرار الاخيرة بتطبيق هذه الجريمة دون عائق أو أي صعوبة. وختم حديثه للبرنامج بأن المنظمة تعمل على "تفكيك" منظومة الفصل العنصري بشكل كامل.
--(بترا)