أوكرانيا.. الغرب يتوعد روسيا بعقوبات والناتو يعلن استعداده لتعزيز قواته شرقي أوروبا
المدينة نيوز :- توعدت الولايات المتحدة وحلفاؤها روسيا -اليوم السبت- بعقوبات مشددة إذا اجتاحت أوكرانيا، وفي حين أعلن حلف شمال الأطلسي "ناتو" (NATO) استعداده لتعزيز قواته شرقي أوروبا، أكدت كييف رغبتها في حل الأزمة الراهنة بالطرق الدبلوماسية.
وفي كلمة اليوم السبت بمؤتمر ميونخ للأمن بألمانيا، قالت كامالا هاريس نائبة الرئيس الأميركي إن بلادها وحلفاءها سيفرضون عقوبات اقتصادية مشددة على روسيا في حال أقدمت على مهاجمة جارتها الغربية، وكانت قد نشرت قبل ذلك بقليل تغريدة على تويتر وصفت فيها العقوبات المحتملة بغير المسبوقة.
وأضافت أن مواجهة التصعيد الروسي لن تقتصر على العقوبات الاقتصادية، وتابعت أن حلف الناتو سيعزز الجبهة الشرقية لأوروبا عسكريا، مشيرة إلى أن التعزيزات لن تكون للحرب داخل أوكرانيا، وإنما للدفاع عن الحدود الشرقية لدول الحلف الأطلسي.
كما قالت نائبة الرئيس الأميركي إنه تم تقديم مقترحات واضحة للحوار بشأن الأزمة الأوكرانية.
وكان الرئيس الأميركي جو بايدن توعد -أمس الجمعة- روسيا بعقوبات قاسية، في حين قال البيت الأبيض إن هذه العقوبات ستجعل روسيا دولة منبوذة، وتحرمها من الوصول إلى النظام المالي الدولي.
عقوبات جاهزة
وبالتزامن مع ذلك، قال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون -خلال مؤتمر ميونخ- إن ما وصفها بالعقوبات الصارمة ضد أفراد وكيانات روسية جاهزة في وجه أي غزو روسي محتمل لأوكرانيا.
وأضاف جونسون أنه لن نسمح لروسيا بابتزاز أوروبا أو تهديد أمنها مجددا، داعيا إلى توفير بدائل للغاز الروسي والاستعداد لكل السيناريوهات.
من جهتها، قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين في مداخلتها بالمؤتمر -الذي تغيب عنه روسيا- إن الاتحاد الأوروبي وحلفاءه في الحلف الأطلسي أعدوا حزمة عقوبات باهظة الثمن إذا أقدمت روسيا على غزو أوكرانيا، مشيرة إلى أن لدى الأوربيين خيارات تتيح لهم الحصول على الطاقة من مصادر بديلة.
واعتبرت فون دير لاين أن العالم يواجه محاولة لإعادة كتابة قواعد النظام العالمي بقيادة روسيا والصين.
تعزيز وجود الناتو
من جهته، قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، ينس ستولتنبرغ، إن الحلف مستعد لتعزيز وجوده العسكري في الجناح الشرقي للحلف إذا دعت الحاجة إلى ذلك.
وأضاف ستولتنبرغ -في كلمة ألقاها خلال مؤتمر ميونخ للأمن- أن الحلف يسعى لتفادي الصدام العسكري، وقد قدم مقترحات مكتوبة لموسكو بشأن الضمانات الأمنية التي طلبتها.
واتهم الأمين العام للناتو روسيا بتقديم مطالب تعرف أنها لن تتحقق، وطالبها بسحب قواتها من الحدود الأوكرانية، مؤكدا أن الوقت ليس متأخرا أمام روسيا من أجل التراجع عن الحرب واختيار المسار السياسي.
من جهته، أكد وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن -خلال مؤتمر صحفي في ليتوانيا بعد محادثات مع قادة دول البلطيق- أن بلاده ستقف مع حلفائها في دول البلطيق، لكنه أعرب عن أمله في أن يتراجع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن خيار الحرب.
من جانبه، دعا الرئيس الليتواني إلى تعزيز أمن دول البلطيق بالقوات الأميركية. وقال إن التعزيزات العسكرية الروسية على الحدود الشرقية للناتو تغير الوضع الأمني.
وبدوه قال الرئيس البولندي أندجي دودا ان حلف الناتو يقف متحدا أمام إمكانية وقوع غزو روسي لأوكرانيا .
واضاف دودا ان الوضع خطير للغاية والنيتو يواجه تحدي الموجة الدعائية الروسية .
واشار الى انه لا توجد خلافات بين أعضاء النيتو والحوار مع روسيا لم ينقطع .
وكانت الولايات المتحدة ودول غربية أخرى أرسلت بالفعل في الآونة الأخيرة تعزيزات عسكرية إلى وسط وشرق أوروبا، بالتوازي مع إمداد أوكرانيا بأسلحة متطورة.
خيار الدبلوماسية
في هذه الأثناء، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي -عقب لقائه رئيس الوزراء البريطاني على هامش مؤتمر ميونخ للأمن- إن بلاده لا تستجيب للاستفزازات (الروسية)، وتريد حل الأزمة بالطرق الدبلوماسية.
وأضاف أنه وجونسون اتفقا على اتخاذ المزيد من الخطوات المشتركة.
وقالت رئاسة الوزراء البريطانية إن جونسون أكد للرئيس الأوكراني التزام لندن طويل الأمد في مواجهة ما وصفه بالعدوان الروسي المستمر.
من جانبه، قال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا -عقب لقائه نظيره الأميركي أنتوني بلينكن في ميونخ- إن واشنطن تقف بحزم إلى جانب أوكرانيا، مضيفا أن كييف مستعدة لأي سيناريو.
وثمن الوزير الأوكراني مشاركة الولايات المتحدة أوكرانيا بيانات وتقييمات بشأن ما وصفها بخطط روسيا العدوانية، في إشارة إلى المعلومات الاستخباراتية التي توفرها واشنطن للجانب الأوكراني.
دبلوماسيا أيضا، شدد المستشار الألماني أولاف شولتز على أن التصعيد لا يمكن أن يتوقف إلا من خلال الجهود الدبلوماسية، مشيرا إلى أنه لا يمكن توقع رؤية تقدم في نتائج الجهود الدبلوماسية بين عشية وضحاها.
الصين وروسيا
وفي سياق المواقف الدولية، قال وزير الخارجية الصيني وانغ يي -اليوم السبت- إن الأزمة الأوكرانية بحاجة إلى خارطة طريق شاملة لأجل التوصل لحل جذري يراعي مخاوف الجميع.
وأضاف وانغ أن أوكرانيا ينبغي أن تكون معبرا بين الشرق والغرب، وأن المخاوف الروسية ينبغي وضعها في الاعتبار.
ودعا الوزير الصيني إلى وقف أجواء الحرب الباردة، وقال إن العالم الآن يواجه خطورة الانقسام والمواجهة، داعيا إلى إرساء الأمن في عالم متعدد الأقطاب.
وفي موسكو، قالت الخارجية الروسية إن الوزير سيرغي لافروف أكد لنظيره الفرنسي جان إيف لودريان عدم إحراز تقدم في حل الأزمة بسبب عدم رغبة كييف في تنفيذ اتفاقية مينسك الرامية لإنهاء الصراع المستمر منذ عام 2014 في إقليم دونباس (شرقي أوكرانيا) بين القوات الأوكرانية والانفصاليين الموالين لروسيا.
المصدر : الجزيرة + وكالات
