كلوب فالداي: توافق شامل بين الصين وروسيا في الشرق الأوسط

تم نشره الخميس 24 شباط / فبراير 2022 09:39 مساءً
كلوب فالداي: توافق شامل بين الصين وروسيا في الشرق الأوسط

المدينة نيوز :- نشر موقع "كلوب فالداي" الروسي تقريرًا تحدث فيه عن العلاقات الصينية الروسية التي تعززت بفضل توافق الآراء بين فلاديمير بوتين وشي جين بينغ، وهو ما يجعل حدوث خلاف بين الطرفين أمرًا غير مرجّح.

وعلى وقع الغزو الروسي لأوكرانيا، قال الموقع : إن أيام النظام العالمي أحادي القطب الذي كانت فيه الهيمنة المطلقة للولايات المتحدة قد ولت وانتهت. ولا شك أن قرار الصين وروسيا بشأن تنسيق جهودهما سيكون له تداعيات خطيرة على مستقبل العلاقات الدولية.

وذكر الموقع أن الطرفين شرعا في تقييم المخاطر والفرص المتاحة لاكتساب موطئ قدم في منطقة الشرق الأوسط الغنية بالموارد والتي تشهد في السنوات الأخيرة صراعات دموية وأزمات حادة. وتجدر الإشارة إلى أن الولايات المتحدة تعهّدت في وقت سابق بحماية لاحتياطيات وممرات الغاز والنفط التي تؤمن حاجيات معظم أنحاء العالم.

وفي الواقع، أنشأت الحكومة الصينية والحزب الشيوعي الحاكم شبكة شراكات مع أكثر من مائة دولة، بما في ذلك أعضاء من الجامعة العربية إلى جانب إيران وإسرائيل وتركيا والعديد من المنظمات الدولية. وأبرمت روسيا والصين في نيسان/ أبريل 1996 شراكة تنسيق استراتيجية. وقد نتج عن تطوير هذه العلاقات توقيع المعاهدة الروسية الصينية لحسن الجوار والصداقة والتعاون في سنة 2001 ومعاهدة منظمة شنغهاي للتعاون في نفس السنة.

وأشار الموقع إلى أن انهيار الاتحاد السوفيتي ورغبة موسكو في الحد من توسع الناتو جنبا إلى جنبا مع معاناة الصين من تدخل القوى الغربية واليابان، ناهيك عن الحروب الأهلية التي عاشتها ما بين 1839 و1949 التي حصدت الملايين من الأرواح، قد لعبت دورا كبيرا في التقارب الروسي الصيني الملحوظ.

وفي الوقت الحالي، يبذل المسؤولون الصينيون والروس قصارى جهدهم لرفض نموذج الحرب الباردة للقرن الحادي والعشرين ويقاومون مساعي الولايات المتحدة لضرب قوة بأخرى مثلما فعلت قبل نصف قرن عندما أقامت علاقات مع بكين نكاية في موسكو.

وأوضح الموقع أن التأثير الثقافي والاقتصادي والدبلوماسي يسمح للولايات المتحدة بالاحتفاظ بأكبر عدد من القواعد العسكرية خارج حدودها، وهي تمثل أداة لبسط هيمنتها. لذلك، يمكن القول إن "القوة الناعمة" لواشنطن لا تواجه تحديات خطيرة في العديد من المناطق وعلى رأسها الشرق الأوسط. وتواصل الحروب لمدة عقدين في منطقة الشرق الأوسط أزعج روسيا والصين اللتين تعهدتا بتعزيز استقلالية دول مثل سوريا وليبيا والعراق دون المس من بروتوكولات اتفاقية حماية حقوق الإنسان، إلى جانب الحرص على تنظيم انتخابات حرة.

إن مشروع طريق واحد حزام واحد الذي يشمل جميع دول المنطقة تقريبًا باستثناء إسرائيل والأردن والأراضي الفلسطينية، يُمهّد الطريق أمام الصين لتعزيز نفوذها في المنطقة. ورغم الدعوات الأمريكية المتتالية، لم تعلن أي من دول الشرق الأوسط ذات الأغلبية المسلمة إدانتها للجرائم المرتكبة في الصين في حق أقلية الأويغور.

وأشار الموقع إلى أن روسيا أثبتت نجاح دبلوماسيتها من خلال تنظيم محادثات تجمع الجهات الحكومية الفاعلة والجهات المعارضة التي رفضت في وقت سابق التفاوض، الأمر الذي فشلت فيه الولايات المتحدة. كما أن السمعة التي تحظى بها صناعة الأسلحة الروسية في الشرق الأوسط وإبداء عدد من الدول على غرار تركيا اهتمامًا بالأسلحة الروسية ساهم في تعزيز النفوذ الروسي في المنطقة.

مع أن الصين وروسيا غير قادرتين على مجاراة النفوذ العسكري الأمريكي في الشرق الأوسط، تعتبر سوريا الدولة الوحيدة في المنطقة التي نفذت فيها موسكو تدخلا عسكريًا واسع النطاق وهو ما شكل اختبارًا حقيقيًا لقدرة واشنطن على الدفاع عن سياستها الخارجية في مواجهة منافسين متشابهين. ومع تطور الصراع، بذلت روسيا والصين كل ما في وسعهما لدعم بشار الأسد وتلميع صورته أمام الدول العربية - وخاصة حلفاء الولايات المتحدة.

وأشار الموقع إلى أن روسيا نجحت في استخدام نفوذها لتوسيع وجودها العسكري في قاعدتين استراتيجيتين على الساحل الشرقي للبحر الأبيض المتوسط، واتخذت دور الوسيط بعد أن أبدت استعدادها لعقد محادثات مع جميع أطراف الحرب الأهلية، بما في ذلك تكوين قنوات اتصال نشطة مع الحكومة السورية وإيران وتركيا والولايات المتحدة والانفصاليين الأكراد وبعض جماعات المعارضة.

ومن شأن مشروع حزام واحد طريق واحد أن يضمن لسوريا التي مزقتها الحرب الموارد الكافية لمساعدتها على تجاوز العقوبات الأمريكية ومواصلة جهود إعادة الإعمار. والاستقرار الذي تحاول روسيا تحقيقه كفيل بجذب الاستثمارات الصينية إلى سوريا وفسح المجال أمام الصين للوصول إلى موانئ البلاد حيث تتمركز القوات الجوية والبحرية الروسية.

ونوه الموقع إلى أن بكين وموسكو تواجهان عقبات كبيرة في منطقة الشرق الأوسط بسبب غياب الاستقرار والصراعات المستمرة بين القوى الإقليمية. واحتمال استئناف الولايات المتحدة خطة العمل الشاملة المشتركة قد يخلق بيئة تنافسية بين دول المنطقة وإيران، مع العلم أن الممالك الغنية في شبه الجزيرة العربية محط اهتمام موسكو وبكين.

المصدر : عربي 21



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات