محاضرة في الجمعية الفلسفية تعاين التعلم الحواري لدى فريري

المدينة نيوز :-- عاينت الخبيرة التربوية الدكتورة رزان الزعبي التميمي فلسفة المفكر البرازيلي باولو فريري (1921 – 1997) حول القهر الذي يعانيه العالم الثالث وسبل التغلب عليه من خلال التعليم، في المحاضرة التي نظمتها الجمعية الفلسفية الأردنية، أمس الثلاثاء.
وأشارت في محاضرة "التعلم الحواري مقابل التعليم البنكي في فلسفة باولو فريري" التي أدارتها الباحثة أماني عدواني، إلى أن هذه الفلسفة تتميز برؤية إنسانية تقدمية عميقة ملتزمة بهموم الإنسان، ومسكونة بهاجس العدالة الاجتماعية وتقوم على تلازم النظرية والممارسة، حيث المعرفة عملية اجتماعية يشكل فيها البعد الفردي مكونا لا يمكن تجاوزه وتتضمن الوعي والمشاعر والذاكرة.
وعادت الزعبي إلى نشأة فريري في عائلة فقيرة انتقلت بين مناطق عدة في البرازيل من أجل تأمين حياة أفضل لأفرادها، فانقطع عن الدراسة أكثر من مرة قبل أن ينال الشهادة الجامعية في الحقوق، وهو ما انعكس على فلسفته لاحقا، حيث ترك المحاماة وتفرغ لتعليم الكبار ومحو الأمية.
وأوضحت أن فعل المعرفة لدى فريري يعتمد على الحوار بين المعلم والمتعلم، والالتزام الصارم بالمبادئ والقيم، وعدم الاستسلام لقسوة الظروف وشدة الظلم، كما تبين كتبه الخمسة، وهي: "تعليم المقهورين" و"التعليم من أجل الوعي الناقد"، و"تربية الحرية: الأخلاق، الديمقراطية، الشجاعة المدنية"، و"تربية القلب.. في مواجهة الليبرالية الجديدة"، و"المعلمون بناة ثقافة.. رسائل إلى الذين يتجاسرون على اتخاذ التدريس مهنة".
وأضافت أن فريري لم يعتبر القهر بنية اجتماعية اقتصادية فحسب بل بنية ثقافية أيضا أسماها "ثقافة الصمت" وهي تقوم على الاغتراب، وتجعل المقهورين يقبلون بواقعهم ويتأرجحون بين وهم التفاؤل وبين قهر التشاؤم، وفي المحصلة فإنهم عاجزون عن تغيير شروط حياتهم وصناعة مستقبل مغاير.
وبينت الزعبي أن مفهوم التعليم البنكي يستهدف السيطرة على عقول الطلاب بجعلها بنوكا تخزن المعرفة بغية استلابهم، حيث المعلم وحده يفكر ويتكلم وينظم ويفرض اخيتاراته على الطالب الذي ليس له أي دور في العملية التعليمية، بينما ركز فريري على الحوار والتشارك بين المعلم والمتعلم، من خلال تحليل واقع الناس المتعلمين وسلوكهم واحتياجاتهم، ثم بناء محتوى تعليمي يتناسب معها.
-- (بترا)