كييف: مفاوضاتنا مع موسكو صعبة ولن نتخلى عن هذا المطلب

المدينة نيوز :- على وقع استمرار القتال بين القوات الروسية والأوكرانية لليوم 23 من العملية العسكرية، جددت أوكرانيا التأكيد على أن المفاوضات مع الروس مستمرة لكنها معقدة.

وأكد أندريه صبيحة، نائب مدير مكتب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أن المفاوضات بين وفدي البلدين عبر الفيديو مستمرة، لليوم الخامس على التوالي.

إلا أنه شدد في مقابلة مع التلفزيون الرسمي، اليوم الجمعة، بحسب ما نقلت وكالة رويترز، على أنها صعبة ومعقدة.

"إرضاء لموسكو"
إلى ذلك، أشار إلى أن بلاده لن تتخلى عن مطلبها الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي من أجل إرضاء موسكو أو التوصل إلى حل وسط معها خلال المفاوضات المتواصلة.

وقال "سيكون هذا غير مقبول على الإطلاق"، في إشارة إلى طلب عضوية الاتحاد الأوروبي.

أتى ذلك، بالتزامن مع إعلان زيلينسكي أنه تحدث مع رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين بوقت سابق اليوم الجمعة، مشيرا إلى أن بلاده تتوقع إحراز تقدم في طلبها الانضمام إلى الاتحاد، خلال الأشهر القليلة المقبلة.

يذكر أن مستشار الرئيس الأوكراني، ميخائيلو بودولياك، كان وصف بدوره مساء أمس الخميس، المفاوضات بين البلدين، بالصعبة والمعقدة، مؤكدا أن مواقف ووجهات نظر الطرفين لا تزال متباعدة.

جلسات سابقة ومطالب
فمنذ 28 فبراير الماضي، بعد 4 أيام من العملية العسكرية التي أطلقها الكرملين على أراضي الجارة الغربية، انطلقت المباحثات بين الجانبين، فعقدت أول جلسة عل الحدود البيلاروسية، والثانية والثالثة على الحدود الأوكرانية البولندية، فيما أطلقت الرابعة عبر الفيديو.

إلا أن تلك الجلسات لم تفض حتى الساعة إلا إلى وقف إطلاق نار مؤقت، وفتح ممرات إنسانية لإجلاء المدنيين في بعض المدن، دون أن تصل إلى توافقات تفضي لحل سياسي بين الطرفين.

لا سيما أن موسكو تتمسك بنزع السلاح الأوكراني، وجعل كييف بلدا محايدا بعيدا عن الانضمام إلى تكتلات غربية، من ضمنها الاتحاد الأوروبي وبالأخص "الناتو"، الذي تعتبره خطا أحمر.

فيما تتمسك كييف بمسألة الانضمام للاتحاد، وخروج القوات الروسية من كافة الأراضي الأوكرانية، والحفاظ على وحدة وسيادة البلاد.

مسؤول أوروبي: أدلة تثبت عزم الصين مساعدة روسيا عسكرياً

عادت مسألة المساعدات العسكرية الصينية إلى روسيا مجددا، اليوم الجمعة، إلى الواجهة على الرغم من نفي الصين خلال اليومين الماضيين صحة تلك المسألة.

فقد أكد مسؤول بارز في الاتحاد الأوروبي، أن قادة الاتحاد لديهم "أدلة موثوقة" جداً على أن بكين تدرس تقديم مساعدة عسكرية لموسكو، على وقع العملية العسكرية التي أطلقتها في الأراضي الأوكرانية.

كما عبر المسؤول الرفيع، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، بحسب ما نقلت مجلة "بوليتيكو" عن القلق الأوروبي مما اعتبره "توددا صينيا لروسيا".

إلا أنه لم يذكر نوع المساعدة التي طلبتها روسيا من الصين.

نفي صيني

وكانت الولايات المتحدة إلى جانب الاتحاد الأوروبي حذرا بكين من دعم موسكو، ملوحين بفرض "قيود تجارية" مؤلمة إذا مضت في تقديم المساعدة سواء الاقتصادية أو العسكرية.في المقابل، نفى المتحدث باسم الخارجية الصينية جملة وتفصيلا يوم الاثنين الماضي "تلك المزاعم"، مؤكدا أنها عارية من الصحة.

فيما اتهم واشنطن ببث معلومات مضللة، حول تلك المسألة.

بدوره، نفى الكرملين الأمر مؤكداً أن بلاده لا تحتاج إلى عتاد أو أسلحة من الخارج.

انتقاد العملية الروسية

يشار إلى أن بكين تفادت على مدى الأسابيع الثلاثة الماضية، انتقاد العملية العسكرية التي أطلقتها روسيا على أراضي الجارة الغربية، في 24 فبراير، محملة الغرب ودول الناتو المسؤولية عن تفاقم الصراع، بسبب توسع الحلف في الشرق الأوروبي، دون الأخذ في الاعتبار المخاوف الأمنية للدول المعنية لاسيما روسيا.

لكن الصين، التي تعتبر أكبر مصدر في العالم وأكبر شريك تجاري للاتحاد الأوروبي وأكبر مورد أجنبي للبضائع للولايات المتحدة، تحاذر الانزلاق إلى صدام مفتوح مع واشنطن أو الدول الأوروبية، لما سيرتد عليها من آثار.

على الرغم من أن أي ضغط على التجارة الصينية سيكون له في المقابل تأثيرات اقتصادية غير مباشرة أيضا على أميركا وحلفائها.

روسيا تعد بالردّ على كل حالة غير مبررة لإبعاد دبلوماسييها

أكدت الخارجية الروسية، اليوم الجمعة، إنها سترد بالشكل المناسب على كل حالة غير مبررة لإبعاد دبلوماسيين روس.

تصريح الخارجية يأتي رداً على خطوة بلغاريا ودول البلطيق باستبعاد دبلوماسيين روس، إذ أفادت وكالة رويترز بأنّ دول البلطيق الثلاث لاتفيا واستونيا وليتوانيا استبعدت 10 دبلوماسيين روس في خطوة منسّقة.

وأعلن وزير خارجية لاتفيا، إيدغارس رينكيفيتش، اليوم، أنّ بلاده طردت ثلاثة موظفين من السفارة الروسية "بسبب أنشطة تتعارض مع وضعهم الدبلوماسي".

وكتب رينكيفيتش في "تويتر": "لاتفيا استبعدت ثلاثة موظفين من السفارة الروسية على خلفية أنشطة تتعارض مع وضعهم الدبلوماسي.. القرار تم الاتفاق عليه مع ليتوانيا وإستونيا".

من ناحيتها، أعلنت وزارة الخارجية الإستونية، استبعاد ثلاثة دبلوماسيين روس، زاعمة أنهم "يقوّضون أمن البلاد".

وجاء في بيان الخارجية الإستونية في "تويتر": "إستونيا طردت ثلاثة دبلوماسيين في السفارة الروسية في تالين، لمخالفتهم معاهدة فيينا".

من جانبها، أعلنت وزارة الخارجية الليتوانية، أربعة من موظفي السفارة الروسية لديها "أشخاصاً غير مرغوب فيهم"، متهمةً إياهم بممارسة أنشطة لا تتوافق مع وضعهم الدبلوماسي.

وجاء في بيان المكتب الإعلامي بوزارة الخارجية الليتوانية: "تم استدعاء السفير الروسي أليكسي إيساكوف في الـ18 من آذار/مارس، حيث تم تسليمه مذكرة إعلان أربعة من موظفي السفارة الروسية غير مرغوب فيهم في ليتوانيا بسبب أنشطة لا تتوافق مع وضعهم الدبلوماسي، وإعطائهم مهلة خمسة أيام لمغادرة البلاد".

بدورها، أعلنت بلغاريا، اليوم طرد 10 دبلوماسيين روس لقيامهم بـ"أنشطة لا تتوافق مع اتفاقية فيينا حول العلاقات الدبلوماسية"، وفق بيان صادر عن وزارة الخارجية.

وبحسب البيان فإنّ بلغاريا أمهلت الدبلوماسيين الروس 72 ساعة لمغادرة البلاد.

وأضاف البيان الذي نشرته الوزارة في موقعها الإلكتروني أنّ رئيس الوزراء كيريل بتكوف تمّت استشارته بشأن الطرد كما جرى إبلاغ السفير الروسي في صوفيا بالقرار. وسبق أن طردت بلغاريا دبلوماسيّن روسيين مطلع آذار/مارس.

وفرضت دول عدّة عقوبات جديدة على أشخاص وكيانات في روسيا، أمس، منها اليابان وأستراليا وهولندا، وذلك على خلفية العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.

البرلمان الأوروبي يمنع دبلوماسيين روس من دخول مبانيها

بالتزامن، قالت رئيسة البرلمان الأوروبي، روبرتا ميتسولا، اليوم الجمعة، إنّ البرلمان الأوروبي منع الدبلوماسيين والموظفين المدنيين من روسيا وبيلاروسيا من دخول مبانيها.

وكتبت ميتسولا في "تويتر": "اعتباراً من اليوم، لا يمكن للدبلوماسيين والموظفين المدنيين في روسيا وبيلاروسيا زيارة مباني البرلمان الأوروبي".

وأضافت: "لا مكان في مجلس الديمقراطية لمن يسعون إلى تدمير النظام الديمقراطي".

روسيا: مهمّتنا هي توفير فرص عمل بعد توقف مئات الشركات عن العمل

قال عمدة موسكو، سيرغي سوبيانين، يوم الجمعة، إنّ حوالى 300 من بين عدة آلاف من الشركات الأجنبية في موسكو أوقفت أنشطتها.

وقال سوبيانين خلال افتتاح مركز "وظيفتي" للتوظيف في موسكو: "نحن نتفهم أننا قد نواجه تحديات ومشاكل جديدة. وهذا ينطبق بشكل خاص على الشركات ذات الشراكة الأجنبية، وهناك الكثير منها في موسكو، عدة آلاف. حوالى 300 أعلنوا بالفعل تعليق أنشطتهم اليوم".

وأضاف: "مهمتنا هي توفير فرص عمل للأشخاص الذين يعملون هناك في حالة حدوث تخفيض. إنهم في الأساس عمال ذوو مهارات جيدة ويتقاضون رواتب جيدة، وهم بالطبع مطلوبون في شركات أخرى في موسكو".

وأكد العمدة أنّ معدل البطالة في موسكو اليوم في مستوى منخفض تاريخياً: "تعاني موسكو والبلاد بشكل عام من صعوبات اقتصادية، وهي مشاكل تتعلق بشكل أساسي بضغط العقوبات الهائل هذا. يمكننا القول أن هذه حرب اقتصادية. بطبيعة الحال، يشعر الناس بالقلق بشأن ما إذا كانوا سيحصلون على وظيفة، ومقدار ما سيحصلون عليه، وما إذا كانت ستكون هناك بطالة عندما تتوقف الأعمال، وسيتم تسريح العمال وما إلى ذلك".

وأفاد سوبيانين عن إنشاء مراكز متخصصة للتعامل مع مع الشركات الأجنبية التي تعلن عن تخفيض أو تعليق محتمل للأنشطة من جهة، ومع الافراد الذين قد يوشكوا على فقدان وظائفهم او فقدوها بالفعل من الجهة الأخرى.

وأعرب عن أمله في أن هذا العمل الاستباقي سيحقق نجاحاً ويساعد في استقرار الوضع.

وقالت نائبة العمدة، أناستاسيا راكوفا: "نحن لاننتظر إعلان الشركات رسمياً تسريح موظفيها، بمجرد ظهور أي تقارير إعلامية نتواصل مع هذه الشركات، ونسافر إلى مناطقهم ونعمل معهم على السيناريو السلبي الأكثر احتمالاً قبل حتى بدايته، ونعمل مع زملائنا على برنامج للانتقال المباشر للموظف إلى مؤسسة أخرى".

وأضافت راكوفا، أن هناك العديد من الشركات في موسكو التي لديها نقص في الموظفين ومستعدة لتعيين موظفين جدد.

العربية + وكالات