دعوات لتوفير منظومة إنذار مبكر عن الحالات الجوية المتطرفة

المدينة نيوز:- اكد معنيون بالطقس أهمية اتخاذ الإجراءات اللازمة وفي الوقت والمكان المناسبين يمكن أن تنقذ حياة الكثيرين من تبعات الطقس والمناخ مثلما تحمي سبل عيش المجتمعات في كل مكان في الحاضر والمستقبل.
وأشار هؤلاء في حديث لوكالة الأنباء الأردنية (بترا) بمناسبة الاحتفال بيوم الارصاد الجوية الذي صادف امس الأربعاء تحت شعار "الإنذار المبكر والعمل المبكر"، ظواهر الطقس والماء المتطرفة أصبحت أكثر تواتراً وشدّةً في أنحاء العالم بسبب تغيّر المناخ.
في حين اعتبرت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية أن التنبؤات الجوية بحالة الطقس لم تعد اليوم خاصة مع تداعيات تغير المناخ الذي يشهدها عالمنا، داعية الى توفير تنبؤات لتنذر الناس بمفاعيل الطقس لإنقاذ الأرواح وسبل العيش، وهو ما أكده مدير ادارة الأرصاد الجوية رائد رافد آل خطاب.
وقال آل خطاب، إن الاحتفال باليوم العالمي للأرصاد سيتمحور هذا العام على "الإنذار المبكر والعمل المبكر"، وهو الشعار الذي يسلط الضوء على أهمية المعلومات الجوية والمناخية في الحد من مخاطر الكوارث.
وأضاف، شهدت الأعوام الخمسين الماضية وقوع أكثر من 11000 كارثة متصلة بالطقس والمناخ أسفرت عن أكثر من مليونَي وفاة وخسائر اقتصادية بلغت 3.64 تريليون دولار أمريكي على مستوى العالم.
وأشار الى أن ظواهر الطقس والمناخ والماء المتطرفة أصبحت أكثر تواتراً وشدّةً في أنحاء العالم بسبب تغيّر المناخ، وبات عدد الأشخاص المعرضين لما يرتبط بهذه الظواهر من أخطار متعددة أكبر من أي وقتٍ مضى.
ولحسن الحظ، يقول آل خطاب، يبذل المجتمع الدولي جهوداً حثيثة لتفادي هذه المخاطر والاستعداد لها، فبفضل تطور علم الارصاد الجوية من خلال التكونولجيات الحديثة والدراسات والبحوث والاقمار الصناعية والرادارات اصبح بالإمكان زيادة القدرة على التنبؤ بدقة اكبر وتحديد المخاطر وتصميم خدمات تستجيب لاحتياجات المستخدمين.
وأوضح أن الاستعداد للكوارث التي قد تحدث مستقبلا والقدرة على اتخاذ الإجراءات اللازمة في الوقت المناسب والمكان المناسب يمكن أن تنقذ حياة الكثيرين وحماية سبل عيش المجتمعات في الحاضر والمستقبل، مشيرا الى أنه يمكن للإنذار المبكر بحلول عاصفة أو موجة حر قبل 24 ساعة من وقوعها أن يحدّ من الأضرار المحتملة بنسبة 50 بالمئة على الأقل.
وبين أن الغلاف الجوي والطقس يشكلان نظاما عالميا واحدا ولهذا انضمت ادارة الارصاد الجوية الاردنية الى منظمة الارصاد العالمية منذ العام 1955.
وأكد آل خطاب أن ادارة الارصاد الجوية الاردنية تسعى باستمرار إلى زيادة قدراتها وتمكين كوادرها من خلال متابعة التحديثات الصادرة عن منظمة الارصاد العالمية والمشاركة في الاجتماعات والدورات التدريبية، ووضع خطط استراتيجية لتطوير امكاناتها والتمكن من تحديد المخاطر المرتبطة بهذه الظواهر المتطرفة بشكل افضل.
وقال، أن هناك 22 محطة رصد يدوية و30 محطة اوتوماتيكية موزعة على كافة مناطق المملكة وأضافت الارصاد الجوية رادار طقس حديثا ومتطورا وهو احد اهم الوسائل في التنبؤات سواء الآنية أو الانذار المبكر عن احتمالات السيول المفاجئة، وتسعى الآن لتعزيز امكاناتها بالحصول على رادار طقس اخر لتصبح كافة مناطق المملكة ضمن إمكانات التنبؤ.
من جانبها أشارت المستشارة النفسية والاسرية وخبيرة التنمية البشرية الدكتورة حنان العمري الى أن بعض الأشخاص يتملكهم شعور بالكآبة خلال فصل الشتاء، موضحة أن كآبة الشتاء تأتي نتيجة قلة التعرض للشمس والضوء في هذا الفصل وهذا من شأنه أن يرفع هرمون السيتورينين والديبامويبن المسؤولين عن شعور السعادة .
واضافت، جاءت كورونا لتضفي ثقلا مضاعفا على فصل الشتاء حيث صارت الانفلونزا و نزلات البرد تترجم إلى وباء، داعية الى رفع مستوى الوعي لمعرفة السبيل للسيطرة على تقلبات الفصل والخروج منها بصحة نفسية فضلى.
ومع ذلك، تشير العمري الى ان فصل الشتاء يعتبر من فصول الخيرات والبركات وعطايا الرحمن حيث تمتلئ السدود وتروي الزرع ويستبشر الجميع بربيع مزهر ومحصول جيد بالرغم من برودة الطقس.
وبحسب الموقع الالكتروني للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية لم تعُد التنبؤات بحالة الطقس كافيةً اليوم، بل أصبح توفير تنبؤات لتنذر الناس بمفاعيل الطقس ضرورة حيوية لا يقل أهمية لإنقاذ الأرواح وسبل العيش، مشيرة الى أن واحدا من كل ثلاثة أشخاص يفتقر لمعلومات الإنذار الكافية عن حالة الطقس.
وأكدت ضرورة زيادة التنسيق بين المرافق الوطنية للأرصاد الجوية والسلطات المعنية بإدارة الكوارث، والوكالات الإنمائية، بغية تحسين إجراءات الوقاية والتأهب والاستجابة.