لا بديل عن تفاهم البعث والاخوان

ابتداء من حماه واقتحامها بالدبابات, فالصراع فيها مر بمرحلتين: الاولى, بين الاقطاعيين في المدينة والفلاحين في الريف, وكان لذلك ظلال مذهبية..
والثانية ابتداء من خمسينيات القرن الماضي حين اصطدم البعثيون بعد اتحاد اكرم الحوراني (السني) معهم, مع الاخوان المسلمين وخاضوا منافسة برلمانية انتهت لصالح البعث, ثم اخذ الصدام طابعا عسكريا حين قام الرئيس البعثي, امين الحافظ وهو سني بقصف المدن ومساجدها بالمدفعية واقتحمها بالدبابات (السنية) وتكرر الامر مع الاسدين, الاب والابن..
وايا كان الامر وكانت الاصطفافات المختلفة, فالصراع المذكور في حماه يمد ظلاله على سورية كلها منذ عقود, البعث بتحالفاته وسلطته مقابل الاخوان المسلمين وتحالفاتهم التي تتكرر هذه الايام مع كان في الثمانينيات (جناح رياض الترك من الحزب الشيوعي) والاتحاد الاشتراكي الناصري..
ولا سبيل لانهاء هذا الصراع بتبادل الاتهامات بل بتبادل الاعترافات والتوصل الى شراكة حقيقية من النمط التالي على سبيل المثال:
1- يحتفظ الرئيس بشار الاسد بسلطته على الجيش والامن ويعزلهما عن الحياة السياسية الداخلية كما يحتفظ بحق التدخل او الفيتو على اية اجراءات تحول القطاع الحكومي العام الى قطاع خاص..
2- بعد الاتفاق على قوانين ديمقراطية للاحزاب والبرلمان يحل مجلس الشعب الحالي وتحل الحكومة وتشكل حكومة انتقالية محايدة لاجراء انتخابات برلمانية يكلف إثرها اكبر الاحزاب او الكتل بتشكيل الحكومة وفق صلاحيات كاملة حقيقية تضع سورية على طريق التعددية الديمقراطية.
3- تتوافق الاطراف المعنية على ثوابت اساسية منها دعم المقاومة وعلى رأسها حزب الله والمقاومة الفلسطينية, ورفض التدخل الاجنبي, وحماية مصالح الشعب السوري من الفريق اللاقتصادي الليبرالي.
4- المباشرة في اجراءات هذه التسوية التاريخية وخاصة وقف المداهمات والاعتقالات والاقتحامات واطلاق سراح المعتقلين والتعويض عن الشهداء والمصابين..
5- ان هذه التسوية تعيد توحيد القوى السورية وتوحد معها توظيف التقاطعات الاقليمية وما تمثلها حول الموقف السوري, ايران من جهة وتركيا من جهة ثانية وتؤسس لقوة اقليمية كبرى في مواجهة العدو واوهامه حول (اسرائيل الكبرى) كما تخدم القوى العربية الاخرى المتضررة من هذا العدو وتقطع الطريق على مشاريعه..
6- وبهذا المعنى, تذهب سورية الى الاستحقاق الرئاسي 2013 بتوافقات مبكرة بدلا من ان يكون هذا الاستحقاق مناسبة اخرى لاحداث غير محمودة.(العرب اليوم)