تغير مواصفات (الطشية)

يجري النقاش عن تعديل الحد الأدنى للأجور باعتبار أن المبلغ الحالي وهو 150 ديناراً لم يعد مناسباً بالمقارنة مع ارتفاع تكاليف المعيشة.
على العموم, عندنا وعند غيرنا, ومهما بلغ الحد الأدنى فإنه يبقى أدنى من المبلغ المطلوب لحياة كريمة معقولة, هذا طبعاً إذا افترضنا التطبيق الفعلي له, حيث ان التجربة السابقة تؤكد وجود تحايل على الرقم كما يحصل في قطاع النسيج الأكثر توظيفاً بين القطاعات الصناعية في البلد.
لكن تعالوا ننظر إلى الجانب النفسي من المسألة, فمنذ أن تم وضع حد أدنى للأجور في الأردن نشأت فئة واسعة ممن يتلقون الحد الأدنى فقط, وكلما تم رفع هذا الحد ازداد حجم هذه الفئة, ذلك أن وجود رقم أدنى يعني عند أصحاب العمل أن لهم الحق في توحيد الرواتب عند هذا الرقم, ويرى صاحب العمل في هذه الحال أنه قدّم ما عليه تجاه عماله ووفق القانون.
لنفترض أنه تم رفع الحد الأدنى هذه المرة إلى 200 دينار, ولنفترض انه تم الالتزام بذلك فعلاً, فمن غير المتوقع أن ترتفع جميع الأجور بالنسبة نفسها, وما سيحصل هو أن حجم الفئة التي يقبض أعضاؤها 200 دينار سيزداد.
هذا ببساطة يعني أن فئة "الطشية" في الرواتب ستتسع, ذلك أن من يقبض اليوم وقبل رفع الحد الأدنى أجراً مقدراه 200 دينار يرى انه محظوظ مقارنة بمن يقبض الحد الأدنى, ولكنه سيفقد هذه الميزة بعد الرفع... إنه الآن "يَطرُق" أو "يشلَخ" أو "يمعَط" أو "يلطَع" مائتي دينار, ولكنه بعد رفع الحد الأدنى سيندحر إلى مرتبة "الطشية".
لأسباب نفسية, أقترح أن تكون السخرة, أي العمل بالمجان هي الحد الأدنى للأجور, وحينها سيكون "أبو زيد" هو خال من "يشلخ 150 وتكة".(العرب اليوم)