\"زين\" تدخل شريكا استراتيجيا في شركة الاتصالات الفلسطينية

المدينة نيوز- تأكدت صفقة الشريك الاستراتيجي في شركة الاتصالات الفلسطينية \"بالتل\"، وهو شركة \"زين للاتصالات المتنقلة\" الكويتية.
وقال بيان حصلت عليه \"المدينة نيوز\" ان الصفقة بانتظار ما تسفر عنه دراسات: نتائج تقييم أصول شركة \"زين الأردن\"، المقرر أن تنتهي منه شركة تدقيق ومحاسبة دولية لتسلمه تقريرها للأطراف في فلسطين والكويت والأردن في 9 شباط الجاري.
ولفت البيان إلى انه ولغايات دخول \"زين\" شريكا استراتيجيا فإن: مجلس الإدارة سيوصي الهيئة العامة غير العادية برفع رأس مال الشركة بإصدار جديد سيتحدد حجمه وقيمته بعد الانتهاء من تقييم زين الأردن\".
وكشف البيان ان \"سوق فلسطين للأوراق المالية\" أوقف سهم \"بالتل\" عن التداول من يوم الأربعاء الماضي بناء على طلب من مجلس إدارة الاتصالات الفلسطينية، كما أوقف سهم \"بالتل\" عن التداول في سوق أبو ظبي للأوراق المالية، الى حين عقد اجتماع الهيئة العامة غير العادية للمصادقة على الصفقة وزيادة رأس المال.
ونشرت شركة الاتصالات الفلسطينية على موقعها الالكتروني ان الرئيس التنفيذي للمجموعة الدكتور عبد المالك الجابر قدم استقالته من مجموعة الاتصالات الفلسطينية خلال اجتماع مجلس الإدارة الذي عقد في عمان 27 كانون ثاني الماضي.
وأشار الجابر إلى إن استقالته من الشركة هو أمر طبيعي، وأوضح أنه \"من المألوف بل من الطبيعي جداً ان يقوم من يملك الأغلبية في الشركة بتسمية رئيس مجلس الإدارة إضافة الى الرئيس التنفيذي\".
وأكد الجابر ان قراره يأتي بمبادرة ذاتية منه شخصياً ومن منطلق مهني بحت اذ انه يرغب في ان يمنح شركة زين الفرصة لتعيين شخص الرئيس التنفيذي الجديد للشركة على ضوء المتغير في ملكية مجموعة الاتصالات عشية الشراكة الاستراتيجية مع شركة زين.
وتشمل اتفاقية الشراكة بالإضافة الى تملك الشركة الجديدة لمجموعة الاتصالات الفلسطينية انطلاق هذه الشراكة الجديدة أيضا لأسواق إقليمية.

مخاوف أردنية

على صعيد الآثار المحتملة على الأردن، قال محلل أردني في السياسات الاستراتيجية الأردنية والدولية ان: هناك أبعادا سياسية بعيدة المدى جراء ما أعلن عن وصول شركة الاتصالات الفلسطينية وشركة زين لشراكة استراتيجية .
وأكد في تصريحات خاصة لـ\"المدينة نيوز\" إن هذه العملية ستترك آثارها على نظم الاتصالات الأردنية والفلسطينية والإسرائيلية ، مثلما لها تأثيراتها الأمنية والاجتماعية.
وكشف المحلل، الذي رفض نشر اسمه، أن هذه الشراكة \"ستترك بصماتها على خريطة الاتصالات في الأردن وفلسطين، ما سيحدث إرباكا في منظومة هيئة تنظيم قطاع الاتصالات في الأردن ويستدعي مراجعة لشروط العمل التي تعمل بموجبها الشركات الشريكة أو المندمجة.
ويرى المحلل أن وجود الشريك الاستراتيجي، اقتصاديا وسياسيا، مفهوم يعني \"الاستحواذ على مجلس الإدارة وعلى أجزاء من الأسهم من التي يملكها مالكي أسهم جوال، لقاء أسهم في زين الأردن\".
وحذر المحلل من مدلولات سياسية وتصورات لها مؤشراتها الأمنية والاجتماعية وبالتالي السياسية التي تقر مثل هذه الخطوة التي تخلط الفواصل بين الاتصالات الأردنية والفلسطينية والإسرائيلية وأي منظومة أو شبكات تظهر في المستقبل وتمارس استحواذها على هذا القطاع الاستراتيجي.ولفت الجابر إلى ان مثل هذا الأمر \"لا ينطبق على بقية المناصب العليا وخاصة في مراتب المدراء وكبار الموظفين الذين سيبقون حتماً على رأس عملهم وسيحتفظون بالتالي بمواقعهم لمدة ثلاث سنوات قادمة على الاقل\".
كوادر \"بالتل\"
وطمأن الجابر العاملين في مجموعة الاتصالات الفلسطينية على امنهم الوظيفي مشدداً على ان الشراكة الجديدة معنية بالحفاظ على الامن الوظيفي لجميع العاملين في المجموعة تعزيزا للانتماء ودعماً للاقتصاد الوطني.

ردود فعل
من جهة أخرى رحبت شركة فلسطين للتنمية والاستثمار المحدودة (باديكو)، كبرى المجموعات الاستثمارية في فلسطين واكبر مساهم في شركة الاتصالات الفلسطينية \"بالتل\"، بدخول (زين) الكويتية أكبر شركات الهاتف الخلوي العربية، شريكاً استراتيجياً في \"الاتصالات\" الفلسطينية.
وقال رئيس مجلس إدارة ( باديكو) السياسي الفلسطيني منيب المصري أن الصفقة بكل أبعادها ستكون ايجابية للاقتصاد الفلسطيني، وبهذه الصفقة تحقق الاتصالات الفلسطينية هدفين، الأول: زيادة المنافع للمشتركين والمساهمين وقوة الاقتصاد الوطني عموماً، والثاني استمرار العمل بنفس القوة في عالم يتجه فيه هذا القطاع نحو الاندماجات الكبرى.
وشدد المصري على أن دور باديكو في الشركة سيستمر بنفس القوة والأهمية، باعتبارها المؤسس الرئيسي للاتصالات.
من جهته، شدد الرئيس التنفيذي لـ\"باديكو\" الدكتور سمير حليلة على أنها  لن تبيع أسهمها في الشركة وستبقى جزءا أصيلا منها ومن نجاحها.
وأضاف: رغم أن حصة باديكو ستنخفض في الشركة الجديدة بعد زيادة رأس المال، إلا أن هناك اتفاقا خاصا يضمن حقوق المستثمرين الأصليين في \"الاتصالات\"، بما في ذلك ضمان دور فاعل لـ باديكو في مجلس إدارة الشركة الجديدة.
وقال حليلة إن من منطلقات باديكو: الحفاظ على دور مهم في الشركة الجديدة وتعزيز زيادة الدخل والربح وتقليل حجم المخاطرة، كون أعمالها الرئيسية موزعة في بلدين (فلسطين والأردن)، وسيقلل ذلك من تأثيرات مخاطر الأوضاع السياسية السائدة في فلسطين.
وتغطي شبكة \"زين\" 54 مليون مشترك في 16 دولة دون رسوم تجوال دولي.
وكانت أنباء الصفقة متداولة على نطاق واسع بين أوساط المتعاملين، وحتى الشارع العادي، منذ أواخر العام الماضي.