عين على القدس يرصد مسيرة الأعلام وما رافقها من اعتداءات على الفلسطينيين

المدينة نيوز :- رصد برنامج عين على القدس الذي بثه التلفزيون الأردني، أمس الاثنين، ما يسمى "مسيرة الأعلام" التي نظمها المتطرفون اليهود الأحد الماضي في المسجد الأقصى المبارك والاعتداءات التي رافقتها.
وعرض البرنامج في تقريره الأسبوعي المصور في القدس، مشاهد مسيرة الأعلام "الاستفزازية المتطرفة" التي نظمها المستوطنون المتطرفون اليهود في ذكرى احتلال الجزء الشرقي من القدس عام 1967 وفق التقويم العبري، بمباركة سلطات الاحتلال وحراسة ثلاثة آلاف شرطي وجندي من قواتها.
وأشار التقرير إلى أن قوات الاحتلال تقوم في وقت تنظيم المسيرة بإغلاق المدينة المقدسة أمام سكانها الفلسطينيين، ما وضع القدس المحتلة تحت تجربة قاسية بهذا اليوم، بسبب "عربدة" واعتداءات المتطرفين اليهود على الفلسطينيين الذين دافعوا عن القدس بأجسادهم، حيث قام المتطرفون بأفعال "همجية" كالشتم والتهجم على النساء والرجال بمساعدة الشرطة التي كانت تقوم باعتقال الفلسطينيين الذين يتعرضون للاعتداء بدلاً من اعتقال المعتدين من المتطرفين، بحسب ما قال المقدسي محمد رمانة.
كما عرض التقرير مشاهد للعلم الفلسطيني وهو يرفرف في سماء القدس، في رد فعل مبتكر من قبل الشباب المقدسيين، وسط مشهد يثبت بأن القدس"لا تقبل الشراكة"، بحسب ما وصفه التقرير.
الناشطة المقدسية، الدكتورة أماني عودة، قالت إن مسيرة اليوم تعتبر بمثابة هجوم مباشر على القدس والمقدسيين، وإن الاعتداءات التي رافقتها صارخة، ولا يبررها أي قانون.
وأوضح التقرير أن مسيرة الأعلام سبقتها اقتحامات كثيرة للمسجد الأقصى المبارك من قبل المتطرفين اليهود الذين قدموا بأعداد كبيرة بحماية شرطة الاحتلال، حيث عاثوا فساداً في أولى القبلتين من خلال محاولتهم أداء طقوس تلمودية ورفع العلم الإسرائيلي في المسجد، فيما اعتدت قوات الاحتلال على الفلسطينيين الذين تصدوا لهذه الاقتحامات واعتقلت العديد منهم، ومنعت المسلمين من الدخول للمسجد لأداء شعائرهم الدينية.
والتقى البرنامج الذي يقدمه الزميل جرير مرقة بالكاتب الصحفي الخبير بالشؤون الإسرائيلية، حمادة فراعنة، الذي أوضح أن سلطات الاحتلال قامت بتجهيز غرفة عمليات من الجيش والشرطة وحرس الحدود والشاباك برئاسة رئيس الحكومة نفتالي بينيت من أجل التنسيق لهذه المسيرة.
ولفت إلى أن بينيت أصر على المسيرة لأنه "يؤمن بأن القدس لليهود وعاصمة لمستعمرتهم"، كما أنه أراد المزايدة على منافسه بنيامين نتنياهو الذي شارك بالمسيرة، إضافة إلى محاولته تعظيم حزبه "الصغير" لكسب الانتخابات.
وأشار فراعنة إلى أن حكومة الاحتلال أرادت بهذه المسيرة تثبيت قرار الكونجرس الأميركي في عهد الرئيس السابق دونالد ترمب بأن القدس "عاصمة للمستعمرة الإسرائيلية"، إلا أن المسيرة كان لها تأثير إيجابي على الجانب الفلسطيني، تمثل بوحدة الشعب الفلسطيني وإخراجه من التقسيمات التي فرضها الاحتلال، كما أنها أثبتت بسالة الشعب الفلسطيني في الدفاع عن أرضه ومقدساته، وعمقت الهوية الفلسطينية، خصوصاً لدى فلسطينيي الـ 48 الذين بات موقفهم الداعم للقدس وأهلها واضحا بكل المناسبات والأحداث.
وبين فراعنة أن هناك عاملين يقومان بتحريك الطرف الفلسطيني، أولهما الهمجية والاستفزاز والتطرف الإسرائيلي، فيما يتمثل العامل الثاني بالوطنية والقومية والدين، مشيراً إلى حجم المصلين في المسجد الأقصى المبارك في المحطات المفصلية والأحداث، والثمن الذي يدفعه هؤلاء للوصول للمسجد.
ولفت إلى أن الأردن، في ظل غياب الموقف العربي والإسلامي في الدفاع عن القضية، يشكل رأس الحربة في دعم الفلسطينيين بنضالهم ورفض الموقف الأميركي والإسرائيلي، كما أكد دور الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في الدفاع عنها، إضافة إلى الدور الذي تقوم به وزارة الأوقاف الأردنية من خلال مديرية أوقاف القدس وموظفيها الـ 972 المتواجدين في القدس، ودورهم في خدمة المقدسات والدفاع عنها.
-- (بترا)