البهلوان

تم نشره الخميس 01st نيسان / أبريل 2010 12:33 صباحاً
البهلوان

المدينة نيوز- خاص – كتب محرر الشؤون المحلية - لم تحمه وظيفته في رئاسة الديوان الملكي من سهام الانتقادات الحادة التي لاحقته ووصلت في بعضها للضرب تحت الحزام، لكن باسم عوض الله شكل ظاهرة استثنائية في الحياة السياسية الاردنية المعاصرة، الى درجة أن اصابعه وصلت الى كثير من المفاصل الرئيسية في الادارات الرسمية العليا، وصار له مريدوه ومبغضوه داخل التوليفة السياسية بشتى مشاربها ، واخترع العقل الاعلامي الاردني مصطلح "وزراء الديجتال " للاشارة الى عوض الله ورفاقه الذين استطاعوا كسر التابوهات العتيقة من خلال رؤيتهم التي اطاحت بشخصية الوزير ووظيفته التقليدية، وقدمت للشارع الاردني وزراء من طينة اخرى، لم يصبهم الخجل وهم يتحدثون لمواطنيهم باللغة الانجليزية ، معتمدين في الغالب على قصة " المارينز " ممن عرفوا لدى المحافظين بـ " حليقي الرؤوس " قبل أن تنتشر انتشار النار في الهشيم موضة " السكسوكة " .
في اكثر من حكومة، منذ مطلع الالفية الثالثة، كان الدكتور باسم عوض الله عضوا فاعلا فيها ويحمل لقبا مضافا لوظائفه المتعددة، وهو رئيس الفريق الاقتصادي، واستطاع بذكائه المستند الى ثقة ودعم كبيرين، من وضع يده على مدخلات الاقتصاد الاردني ومخرجاته، ولم يتردد لحظة واحدة في تقديم خرائط جديدة قلبت الطاولة امام رجال الاقتصاد التقليديين وهم يقفون باندهاش امام الطريقة التي يعمل بها هذا السياسي الشاب، الذي انحاز للخيار الاقتصادي في مرحلة تقاطعت فيها المصالح والاهتمامات.
عوض الله الذي درس وعاش في الولايات المتحدة، اكتسب خصوما كثيرين في الشارع الاردني، بشقيه السياسي والاقتصادي، الى درجة ان تهما عديدة لاحقت الرجل حتى قبل ان يغادر مكتبه الرسمي الفاخر، فقد اتهم بالتساهل بالمال العام، واتهم ايضا ببيع الاراضي العامة للمستثمرين، واتهم بانه يقف وراء دخول رؤوس اموال لا هوية لها الى الاردن، لاعتقاد الرجل ان الاقتصاد هو الذي يصنع السياسة، وان راس المال هو المحرك الرئيس لعجلة الحياة في الاتجاهات كافة .
الذين تعاملوا مع باسم عوض الله يتهمون الرجل بالفوقية، ويقولون ايضا انه يضرب بسيف لم يكن قادرا ًعلى الامساك بمقبضه تماماً، لذلك عندما غادر موقعه الرسمي انكشف ظهره وصار عرضة للقول الجارح من الخصوم و الاصدقاء معاً، فلم يطق الاقامة في محيط مليء بالخصوم والاعداء فغادر الى خارج الاردن، حيث يدير استثماراته التي تتحرك في اكثر من بلد.
البلهوان، هكذا يسميه خصومه، وهي ليست صفة للرجل، بل اسمه الاخير، ولان لكل امرئ من اسمه نصيب فقد نظر كثيرون الى باسم عوض الله بصفته بهلوانا ، يمكن ان يرقص على حبال كثيرة، غير انه ظل منحازا ًللحبل الاكثر قوة ومتانة وهو حبل الاقتصاد.
مثلما تميز بعدد خصومه الذين تزايدوا كثيرا ًفي السنوات الماضية، فقد تميز كذلك بعزوبيته ايضا ً، وكان يتم تصنيفه على انه واحد من اشهر العزاب السياسيين في الاردن، رغم انه تجاوز النصف الثاني من عقده الخامس، وفي الحالات جميعها كان البهلوان يعرف ما يريد، وظل قادرا ًعلى توجيه الرياح باتجاه اشرعة سفينته التي واجهت امواجا صاخبة في بحر مليء بالحيتان واسماك القرش المفترسة 0



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات