هل يفعلها الأردن ويشطب كامل ديونه كما فعل السودان ؟

تم نشره الأحد 04 تمّوز / يوليو 2021 01:01 صباحاً
هل يفعلها الأردن ويشطب كامل ديونه كما فعل السودان ؟
د . فطين البداد

كان نبأ سارا للسودانيين ومفاجئا لهم ولغيرهم ذلك القرار الصادر بتأهيل السودان لإعفائها من ديون قدرها 23 مليار دولار بموجب اتفاق " هيبيك للدول الأشد فقرا بين البنك الدولي وصندوق النقد الدولي ، وهي مقدمة لإعفائه من جميع ديونه البالغة 60 مليار دولار .
بهذا الإعفاء ، إن تم ، سيتمكن السودان من " اقتراض " أموال من صندوق النقد أيضا ، وقد اعلن عن 3 مليارات ستكون أولى الدفعات التي ستصل إلى هذا البلد وبذلك سيحق للسودان طلب هذا القرض في المرحلة الأولى بعد عام من تنفيذه شروط الصندوق .
لا نستطيع الحكم على هذا القرار الذي استفاد منه تاريخيا 36 دولة فقيرة عبر العالم ، إلا بأنه مكافأة للحكومة وللإشتراطات التي التزمت بتنفيذها وعلى رأسها طبعا الإعتراف بالكيان الصهيوني وتطبيع العلاقات نظير استحقاقات مالية لم يقبض منها السودان شيئا سوى الإعفاء المكلل بإعادة الإستدانة ، بعد شطب اسمه من قائمة الأرهاب الأمريكية .
كيف سيستفيد السودان من هذا القرار ومتى ؟؟..
كما قلنا ، فإن هذه الإستفادة لن تتم قبل حوالي ثلاث سنوات من تنفيذ شروط صندوق النقد المضنية التي كان آخرها قبل أيام ، حين تم تحرير اسعار المحروقات مع قرارات قاسية أخرى ، والإعلان الذي صدر عن البنك وصندوق النقد جاء بـ " تأهيل " السودان للإستفادة من هذا الإعفاء وليس الإعفاء نفسه ، ولكن هذا يعتبر مكافأة كما قلنا لكون السنوات الثلاث أو الأربع على ابعد تقدير ليست مدة طويلة في عمر الدول ، ولكن الأهم فيها هو قدرة السودان على تنفيذ الشروط القاسية التي ستكون المعيار الأوحد لاستفادته من عدمها .
من يعرف السودان في عهده الجديد بعد الثورة يدرك بأن الأستفادة من إعفاء كل الديون سيظل حلما شعبيا ورسميا إذا أخذنا في الإعتبار التقلبات السياسية التي تعيشها الولايات السودانية مترامية الأطراف ، وما يمكن ان يحدث سواء في وحدة البلاد أم في استمرار الوئام المشكوك فيه بين العسكر وبين حكومة الشيوعيين الذين يتربعون على كرسي القرار السياسي المدني الآن ، أو حتى بين العسكر ممثلا بالجيش والرجل القوي حمدوك الآمر الناهي على قوات التدخل السريع الموالية لشخصه .
وهناك مشكلة أخرى ستواجه السودان في حال استقرت الأوضاع وتم تنفيذ الشروط ، ونتحدث هنا عن مواقف الدول الدائنة نفسها التي هي صاحبة القرار الفعلي ، والتي يعرف العارفون بأن مواقفها " السياسية " قد تكون عونا أو برميل بارود في غرفة الوئام السوداني على المدى المنظور ، حيث إن لكل دولة دائنة رؤيتها ومصالحها وأهدافها سواء في السودان أو في عموم افريقيا .
وأيا كان الأمر ، ولأن الأردن ليس لديه ما يخسره ، فإنه مدعو للسعي إلى شطب كامل ديونه ايضا ، إذا علمنا بأن آخر تقرير رسمي قال بأن نسبة الدين للناتج الأجمالي ارتفعت إلى 105 % وكفى به رقما مرعبا .
يمتلك الأردن بموقعه وبأهميته وعلاقاته الدولية مفاتيح أولية للمساومة وشطب ديونه ، فلماذا لا نجرب ؟ .
حمى الله الأردن .

د . فطين البداد

 

 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات