المسألة (اللحمية) في الأردن : محاولة للهضم

دخلت المسألة "اللحمية" في الأردن في تعقيدات جديدة:
لننتبه في البداية إلى أن الكلام المنتشر حالياً يدور بمجمله حول لحم الخروف الطازج بشقيه البلدي والمستورد, وهذا يعني أن لحم الخروف "المجمد" سواء منه المباع مفروماً "ناعمة" والمحشور في رولات صلبة "أصابع هندية", أو المباع على شكل قطع كبيرة "فخذ استرالي" مثلاً, أو تلك القطع الضخمة غير المفهومة تشريحياً التي تباع من خلال تقطيعها بمنشار كهربائي يوجد في زاوية المحل الداخلية, أو بغير ذلك من أشكال, كل هذا غير مشمول بالنقاش الدائر حالياً في البلد.
جزء من النقاش يتصل هذه المرة بالخروف الأثيوبي. إنها ليست المرة الأولى التي يجري فيها الكلام عن الاختلاط بين "البلدي" وبين لحم من جنسية أخرى, فقبل عدة سنوات نشأت مشكلة مشابهة تتعلق بالخروف "الصيني", الذي قيل حينها أنه يشبه البلدي تماماً بما في ذلك عنصر "الليّة" التي ظلت تميز الخروف البلدي وخروف منطقة الهلال الخصيب عموماً. غير أن الملاحظ أن المسألة في حالة "الأثيوبي" تحولت إلى قضية رأي عام, يجري فيها تبادل التصريحات ونشر الإشاعات.
لقد اضطرت الحكومة إلى إرسال لجنة خاصة إلى أثيوبيا للإشراف على الخراف القادمة من هناك وذلك بغية الرد على الإشاعات, ومن المؤكد أن أعضاء اللجنة تناولوا اللحم الأثيوبي هناك على أنه "بلدي" بالمعنى الأثيوبي للكلمة, لأنهم حتى لو حملوا معهم لحومهم من الأردن إلى اثيوبيا فإنها هناك ستتحول إلى "مستوردة", ومرة أخرى بالمعنى الأثيوبي للكلمة.
كما ترون الموضوع طويل وسأتابعه غداً, يضاف لذلك أن "تقطيع" مقالة عن اللحم سيتيح فرصة "قرقطة" المسألة جيداً بما يجعلها مستساغة أكثر.(العرب اليوم)