ديمقراطية الأسياد

الديمقراطية مفهوم اشكالي له مقاربات مختلفة من المفهوم اليوناني (حكم الشعب) بدلالات مختلفة لمفهوم الشعب في كل مرة (الاحرار دون النساء والعبيد ثم تحولاته الاخرى) الى المفهوم الرأسمالي وانشقاقاته بين الانجلوسكسون (الديمقراطية الشقراء) وبين الفرنسيين الاكثر (ديمقراطية) الى المفهوم الاشتراكي بقراءاته المختلفة ايضا بين ماركس ولينين وغرامشي ... الخ الى اختلاطه اختلاط الماء باللبن مع الليبرالية..
اما ما يهمنا في هذا المقام فهو بعض المحطات في تاريخ الديمقراطية ومنها علي سبيل المثال:
1- نفي اي شخص, سواء كان مسؤولا او مواطنا في اثينا القديمة (اذا ما تم استشعار خطره على الجمهور واحتمال- لاحظوا احتمال - تحوله الى طاغية)
2- ان الفيلسوف افلاطون الذي ظل يحذر من الديمقراطية (كطريق للرعاع) من اجل الحكم وكان يرفض توسيع الديمقراطية لتشمل الارقاء بيع هو نفسه في سوق للرقيق.
3- الصراع على الاصلاحات القانونية والدستورية في اثينا بين الاكثرية واقلية مدعومة من جارة اثينا المعادية للديمقراطية وهي اسبارطه. وكانت الاصلاحات قد بدأت مع صولون الذي وسع حق الاقتراع والمحاكم الشعبية وتابعها بريكليس الذي وسع حق الترشيح لمناصب الحكام مما ادى الى تدخل اسبارطه واشتراطها لوقف الضغط على اثينا بوقف الاصلاحات الدستورية والعودة الى (الديمقراطية الاولى) التي تمنع الارقاء والعوام من التصويت والترشيح.
4- اما الحقبة الرأسمالية فكانت حقبة مماثلة للديمقراطية الاغريقية الاولى وعرفت شكلا مماثلا هو الديمقراطية الجرمانية فمقابل ديمقراطية الاسياد الاغريقية تميزت الحقبة الرأسمالية بديمقراطية شقراء لا تعترف بجدارة الشعوب الاخرى بها.
كما كانت اكثر الحقب دموية وبشاعة وقتل باسم الديمقراطية تسعين مليون شخص في حروب النهب واللصوصية الرأسمالية المختلفة.
5- لم تقتصر الديمقراطية الجرمانية العنصرية على الطبقات الرأسمالية بل تعدتها الى ما يعرف بالمجتمع المدني ومنظمات التمويل الاجنبي التي صارت تخضع لثقافة اقصائية مضادة باسم الكوربوراتيه.(العرب اليوم)