نيران صديقة على طاهر المصري

تم نشره السبت 20 آب / أغسطس 2011 01:09 صباحاً
نيران صديقة على طاهر المصري
ماهر أبو طير

سرت معلومات تقول ان طاهر المصري قد يُكلَّف برئاسة الحكومة، والارجح ان الرجل سمع المعلومة، كما سمعناها، والذي ُيقدّر الرجل لا يحب ان يراه في هكذا موقع.

السبب بسيط، ويتعلق بموقع رئاسة الحكومة في الاردن، الذي بات مكلفاً جداً على اي شخصية تتسلمه، وهو موقع لم يخرج منه احد سالماً طوال سنوات طويلة، لان الجميع يطلقون النار على رئيس الحكومة.

ربما يأتي من يقول ان رؤساء الحكومات لدينا يرتكبون اخطاء تجعل استهدافهم او محاسبتهم امرا طبيعيا، وفي هذا وجه صحة الى حد ما، غير ان موقع رئيس الحكومة يناله ايضاً من الاساءات واطلاق النار العشوائي، ما يجعله غير محتمل ابداً.

فوق ذلك رئاسة الحكومة في الاردن، تعني الاحتراق شعبيا، منذ اليوم الاول، لان كل رئيس حكومة يأتي تنتظره حزمة قرارات اقتصادية سيئة عليه ان يتبناها، فيدخل في مواجهة، مع الناس، فلا يصدق الناس تبريراته ولا شروحاته.

مع هذا فان موقع رئيس الحكومة يثير غيره اللوبيات السياسية، فيبدأ اطلاق النيران على صاحبه بوسائل عدة، حتى يصل مرحلة الزحف على بطنه من شدة النيران الصديقة وغير الصديقة.

الذي يحب طاهر المصري لا يتمنى له رئاسة الحكومة ، فالرجل في موقعه الحالي، مرتاح، ويحظى باجماع الى حد كبير، ولا خلاف عليه، في عمان او المحافظات، ولا اختلاف بشأن مواقفه السياسية وعلاقاته مع الناس.

لعله يقدر اليوم وبكل بساطة ان لا يخسر احدا، فيكون رئيسا للجنة الحوار الوطني، التي انتجت توصيات قانون الانتخاب، ويكون عضوا في لجنة تعديلات الدستور، ويلتزم بدولته، ولا يهاجم الاسلاميين، ويعتبرهم جزءا من النسيج الوطني.

بهذا المعنى هو قادر على صياغة موقف لا يخسر فيه احدا، لا الناس، ولا النخب، ولا الدولة، ولا كل الاتجاهات، فيما رئاسة الحكومة تفرض عليه اجندات سياسية واقتصادية، بفعل توافقات مركز القرار، فيضطر الى يتخلى عن توازناته باتجاه مواقف محددة، يحمل كلفتها اولا واخيراً.

رئاسة الحكومة في الاردن، لا ترضي احدا، ولا يسلم من حرائق الموقع الا من رحم ربي، ولا يحلم صاحبه برعاية او حماية، ولا برضى الناس، ولا تفهمهم، ولا ايضا بقدرته على انجاز شيء للناس يشكرونه عليه.

ليس ابسط من قراءة التعليقات وردود الفعل بعد سريان اشاعة تكليف المصري برئاسة الحكومة، اذ بدأت الطاحونة تدور ضده، ولاذع الكلام من هنا وهناك، والتوحش خرج من البئر لمجرد ذكر اسمه رئيسا للحكومة، فكيف لو تم تكليفه فعلياً!.(الدستور)

 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات